من عدل الله خطاب الخلق بما يعقلون ويفهمون:
من عدل الله خطاب الخلق بما يعقلون ويفهمون:
  وليس يجوز في عدل الله، جل ثناؤه، أن ينهى عن امر لا يقدر أحد على دفعه عن نفسه، ولا يجوز أن يحذرنا عن أمر لا نعقله، ولا نقف على كيفيته، ولا نهتدي إلى وصفه، ولا ندرى حتى يقع بنا من ليل او نهار، لا في سفر ولا في حضر ولا في بر ولا في بحر؛ لأن هذا ليس من صفة العادل الحكيم الرحيم المتفضل الحسن الفعل الذي لا يجور ولا يظلم.
  ***
قصة من الإمام أحمد للتقريب والتفهيم:
  ثم نقول لمن خالفنا: هل يجوز لرجل من علمائكم وأهل دينكم وأهل الورع والنصفه والكف عن القبيح منكم، أن يخرج برجل من إخوانه إلى رأس جبل مرتفع في الهواء، ثم يوقفه على حرف الجبل ويرديه الهوى البعيد، الذي لو زلت فيه الطير لكادت ان تعطب مثلاً!
  ثم يقول له: احذر فلان ان تسقط من هذا الرأس الطويل إلى هذا القرار البعيد فتهلك، وتقطع قطعة قطعة.
  ثم يتحيل عليه ثم يدفره، فإذا هو في أسفل الحضيض، فما يسمى ذلك، الرجل اعادل أم غير عادل، أظالم أم غير ظالم؟!
  فإن قلتم: إنه غير ظالم ولا جائر.
  خرجتم من حد من يكلم وكفانا جهلكم من مناظرتكم.
  وإن قلتم: إنه جائر غير عادل، وظالم غير منصف.
  كان ذلك من الحق، ولزمكم ان تنزهوا خالقكم العادل الحكيم البر الرحيم، عن الأوصاف التي تليق بالجورة الظالمين.
  ***