الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

لا أساس للدعوى المجبرة في الوسوسة:

صفحة 325 - الجزء 1

الحجة السادسة إبليس الإنسان هواه

  ومن الحجة لنا في الهوى قول الله، ø: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[ص: ٢٦]، وقوله: {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ١٤}⁣[محمد]، وقوله {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}⁣[القصص: ٥٠]، وقوله {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠}⁣[النازعات] وآيات كثيرة يطول بها الشرح، فوجدنا الهوى هو الذي يميل بالأدميين عن الطاعة إلى المعصية.

  ***

لا أساس للدعوى المجبرة في الوسوسة:

  وضح لنا ذلك، ولم نجد الوسوسة - التي ادعوا - تصح، ولا يقوم بها حجة إلا ما تعلقوا به من المتشابه، الذي له التأويل الذي جهلوه، وغلطوا في معانيه، ولا حجة معهم؛ يقهرون بها من خالفهم، والحق أوضح من الشمس الطالعة.

  وقد ذكرنا من الحجج ما فيه الكفاية - لمن أنصف من نفسه ورجع غلطه - والحمد لله رب العالمين.

  ***

احتج المجبرة بما حدث لأيوب:

  ومما احتجوا به على أهل العدل؛ قول الله، ø، في النبي أيوب، صلي عليه، حيث قال {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ٤١}⁣[ص]، وزعموا في روايتهم ان الله ø سلط ابليس على وليه ونبيه # فأفنى