3 - الشاهد الثالث: (المقلوب في اللغة):
٣ - الشاهد الثالث: (المقلوب في اللغة):
  وقال الله، ø، في صفة النار - نار الآخرة - {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٥}[الزخرف] وأعلمنا أنه لا يفتر عنهم؛ والذي لا يفتر هو الدائم غير المنقطع، ثم قال: {مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ٩٧}[الإسراء] فأعلمنا - ها هنا - أنها تخبو، و «الخبو»، في لغة العرب، التي يتجمد لهبها القوى، ويعود إلى الجمود والسكون واللين بعد الشدة والحركة العظيمة
  قال الشاعر:
  يسطع الضرب بينهم لم يخبو ... كالخباء المقطع الأطناب
  وهذا يوجب الاختلاف؛ وقد قال الله، ø، {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ٨٢}[النساء] وإنما المعنى فيه وهو باب تسمية العرب المقلوب في اللغة، وكذلك تسمية المقلوب في لغاتها وأشعارها.
  وإنما المعنى فيه أن النار كلما أحرقت جلودهم أعادها الله، ø، على ما كانت عليه تأكلهم، حتى يحترقوا، ثم يعادوا ويبدأوا، وذلك قوله، ø: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}[النساء: ٥٦] فقال ø: كلما خبت زدناهم سعيراً؛ يعني بالخبو، خبو ما يحرق لا خبوها هي وهذا الباب تسميه العلماء المقلوب في القرآن. وكذلك تسمية العرب في لغاتها واشعارها.
  قال الشاعر في نحو ذلك:
  حتى لحقناهم تعدوا فوارسنا ... كاننا زغن قف نرفع الآلا