الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

العمل غير الوسوسة:

صفحة 333 - الجزء 1

  ٢ - وقوله {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}⁣[المائدة: ٩٠] فالشيطان لم يعمل الخمر ولا الميسر ولا الانصاب ولا الأزلام بل كل ذلك عمل بني آدم، كماعملوا الطنابير والملاهي، وقد صح أنه لم يعملها، وهي منسوبة إلى معصيته.

العمل غير الوسوسة:

  ٣ - وزعموا انه يوسوس، ثم وجدناها هنا عملا اتي عمله، والعمل غير الوسوسة، ورأينا بني آدم الذين عملوا الأعمال، التي هي سخط الله، ø، فكيف هذا الأمر وهذا التخليط؟! ... وإنما المعنى فيه أنه من جنس عمل الشيطان، كما قال موسى، صلى الله عليه.

  لأنا لم نجد من عمل هذه الأعمال القبيحة غير بني آدم، وأنه لم يعمل الخمر ولاالمعازف ولا غيرها من الباطل، وكل ذلك عملهم لا يقدر أحد أن يدفعنا عن ذلك هذا القول؛ لأنه نظر العيان، ومكابرة العيان لا تجوز، ولا إبليس بأضر على الإنسان من نفسه ولا من عدوه من شياطين الإنس الذين صح فعلهم وضررهم.

  وعمل إبليس - الذي قالوا - من الدقائق ولطائف الصنع، إنما هو دعوى بلا بينة، والرد عليهم ما قد ذكرناه في كتابنا هذا، وفيه الكفاية الشافية، إن شاء الله.