تنبيه:
  البحر، ومنها: كيف يعصي الله وهو نبي، ألا تقرأ نداءه لربه وتبريه من حوله وقوته حين نادى رب العالمين قائلاً: {لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٨٧}[الأنبياء]، فأكرمه الله بالإجابة بعد الشدائد قال سبحانه وتعالى: {فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَٰلِكَ نُـۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٨٨}[الأنبياء].
  فسبحان المفرج عن المكروبين بعد العصيان، والقابل لتوبة التائبين، فنستغفر الله من كل ذنب، ونسأله حسن الخاتمة، وكم جاهد مع أنبياء الله فلم ينجو منهم إلا القليل كما قال رسول الله ÷: «فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم».
  فعلينا دائماً بإمعان الفكر في هذه القضية فهي حقيقة بالتفكر فيها طويلاً؛ لأنه يترتب على ذلك جنة عرضها السماوات والأرض إن سلم الإنسان من بلوى الاختبار، أو نار خالدين فيها أبداً إذا عطب الإنسان وعثر، نعوذ برحمته من غضبه، وبعفوه من عقابه.
  ومن ذلك ما لقي أهل حُنَيْن حين تباهوا بالكثرة، وكذا أهل أُحد حين خالفوا أمر رسول الله ÷ ظناً أن الله لم يعاقبهم، فعلينا بالدعاء الصادر من قلوبنا ومن صميم أفئدتنا ولا سيما في التوفيق وحسن الخاتمة، فالأعمال بخواتيمها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.