الابتلاء بالفقر
الابتلاء بالفقر
  
  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
  الفقر وبليته من الله لخلقه في هذه الدنيا ليتميز بها الراضي بقضاء الله من غيره، ولا يكاد يصبر عليها ويرضى بها مستمراً على ذلك إلا القليل، فإنك ترى الهم قد شغل قلب الفقير في ليله ونهاره حتى ولو تلا آيات الوعد من الله في الرزق ولو وعظه الواعظون فسرعان ما يتناسى عندما يذكر الحاجة لنفقته ونفقة أولاده، والذي يزيد الطين بلة أن الفقير يذكر حاجة غد وما بعد غد إلى الشهر ثم إلى السنة ثم بقية العمر، ويذكر ما قد عانا في ماضيه فلا يكاد يهدأ له بال.
  ومن هنا اتخذه الشيطان لعنه الله باباً يدخل من خلاله إلى قلوب العباد فقيرهم وغنيهم وصغيرهم وكبيرهم، حكى الله ذلك بقوله تعالى: {ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ}[البقرة: ٢٦٨]، فهو لعنه الله يتوعد من أصغى بقلبه وسمعه إليه ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً حتى استطاع لعنه الله أن يسيطر على قلوب الكثير من خلق الله، وتشعب عن ذلك معاص كثيرة بعضها يصعب حلها منها:
  ١ - الشك في وعد الله وقسمه، فترى بعض الناس يصدق المخلوقين في وعودهم ولا يصدق الخالق.