٢ - الوقوع في معاص بسبب ذلك بينه وبين جنسه، منها: الحسد وهو الداهية العظمى نعوذ بالله منه، ومنها: ظلم الناس في حلالهم مثل الغش وظلم الفقراء من حقهم وهي الزكاة، ومنها: الوقوع في المحرمات مثل أكل الربا والوقوع في الزنا - والعياذ بالله - والسرق والرشا. وكذلك يقع بسبب ذلك قطيعة الأرحام بسبب أكل المواريث، ويكثر الكذب بين أصحاب المهن، وعلى كل حال انتفى الشكر من قلوب وألسنة الكثير بسبب الشك في الأرزاق، فالشيطان لعنه الله قد استطاع أن يرسخ هذه الخليقة في قلوب أتباعه لعنه الله ويتوعدهم بالفقر حتى صدقوه، فلا يأمر بفحشاء إلا تلقوها بالقبول فالآباء يصيحون على أولادهم ليلاً ونهاراً ولو كان بعضهم طلبة علم فلا يهدأ لأحدهم بال إلا إذا رأى أولاده يركضون وراء الدنيا وسواء من حله أو من غير حله، نبت اللحم من السحت فصارت القلوب كالحجارة أو أشد قسوة فلا رحمة عند أكثر البشر لقريب ولا لبعيد ولا عاطفة على مسكين أو يتيم، من هنا كثرت الذنوب واختلفت القلوب وكثرت الخيانة وقلت الأمانة وفشت المعاصي المهلكات، وكل ذلك بسبب الفقر أو الخوف من الفقر تصديقاً لإبليس الملعون {وَلَقَدۡ صَدَّقَ عَلَيۡهِمۡ إِبۡلِيسُ ظَنَّهُۥ}⁣[سبأ: ٢٠].