فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

من مشاهد القرآن الكريم

صفحة 129 - الجزء 1

  فطوبى لمن استولى الخوف على قلبه في هذه الدنيا، وطوبى لمن بشرته الملائكة بالأمان بين تجرع سكرات الموت مبشرة له: {أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠}⁣[فصلت]، فهو من الآمنين يوم القيامة، وممن يحاسبون حساباً يسيراً وينقلب إلى أهله مسروراً.

  ثم قال: {لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ ١١} فلا يصدر من أفواههم إلا الطيب من القول، كلام الأحباب يشبه العسل الشهد عند سماعه، وهو من جملة المشتهيات، {وَهُمۡ فِي مَا ٱشۡتَهَتۡ أَنفُسُهُمۡ خَٰلِدُونَ ١٠٢}⁣[الأنبياء]، {لَا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوٗا}⁣[الواقعة: ٢٥]، فالمؤمن يعظم من خاطبه وهم يعظمونه، وتحيتهم فيها سلام فيقطعون الملايين بل المليارات من السنين لم يطرق سمعَ أحدِهم كلمةٌ تسوؤه، فيستمتعون بحسن الكلام من خدمهم والحور الحسان ومن سائر من في الجنة من الإخوان، وهذه نعمة حقيقة بأن يلقي لها المكلف باله، فالدنيا لا يكاد يمر يوم إلا وقد طرق سمعك ما ينغص عليك لذة ذلك اليوم، من كلام يجرح قلبك مما يواجهك به الغير أو مما تسمع من الظلم لغيرك من المستضعفين أو ما يعاني بعض الناس من الفقر أو البلاء أو أي مشاكل أخرى.

  أما في جنات النعيم فلا تسمع إلا قيلاً سلاماً سلاماً كما حكى الله ذلك في القرآن الكريم، فنسأل الله العظيم البر الرحيم أن يوصلنا إلى جنات النعيم مع النبيئين والصديقين والشهداء