باب وجيز في التوحيد
صفحة 13
- الجزء 1
  وأئمة الهدى من أهل بيته نبيه ألا ترى لو أن قائلاً قال: هذه العقرب مثلاً خَلْقُها عارٍ عن الفائدة فليست إلا ضراً محضًا وكذلك الذباب والنامس وكل المؤذيات فلا وجود للفائدة فيها لا من قريب ولا من بعيد - لخرج بذلك عن العقيدة الصحيحة وصار في جملة من يقول على فرض: أنا أدين الله بأنه حكيم في أفعاله إلا في هذه المخلوقات المؤذية فخلقها عبث عار عن الحكمة فإنه يكون بذلك كافراً ومن دين الله القويم خارجاً فكل ما خلق الله سبحانه وتعالى فيه منافع دينية ودنيوية وكذلك ما كلفنا الله به جلت قدرته وما أعطانا أو منعنا كذلك فهو العالم بمصالح خلقه ولله عاقبة الأمور.