[قصة كليم الله موسى مع الخضر @]

  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، أما بعد:

  في قصة كليم الله موسى # مع الخضر العجائب والغرائب وما لا يقدر قدره من العبر والمواعظ، حكى الله قصته # في سفرته الشاقة مريداً بذلك السفر المجهد قنص الفوائد وطلب الشوارد من المسائل العلمية وإن كان نبياً من أولي العزم فهو أعرف بقول الله تعالى: {وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا ٨٥}⁣[الاسراء] من غيره.

  نعم، أخبره الله برجل في مجمع البحرين أعطاه الله علماً وحكماً غير أن له فرعاً من تلك العلوم انطوى على خفيات الحقائق والعلوم الغامضة فهز نبيَّ اللهِ الشوقُ إلى ذلك ولسان حاله يقول ~: ما لهذا الأمر إلا أنا فأنا أحوج إلى المعلومات الخفية والمسائل العلمية من غيري، فأخبر فتاه بعزمه على ذلك مهما بلغ الثمن أو اشتد عليه الجهد متوكلاً على الله سبحانه وتعالى، {وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبۡرَحُ حَتَّىٰٓ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ أَوۡ أَمۡضِيَ حُقُبٗا ٦٠}⁣[الكهف]، كلامه لفتاه يشعر بالهمة البليغة والعزم القوي على مواصلة السير ولو احتاج ذلك إلى زمن طويل، قيل: إن الحقب ثمانون سنة، فواصل السير مع فتاه وقد نفدت نفقتهما ولم يبق لهما من القوت إلا شيء يعلمه الله مع صيد البحر.