فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قصة كليم الله موسى مع الخضر @]

صفحة 137 - الجزء 1

  {فَلَمَّا بَلَغَا مَجۡمَعَ بَيۡنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ سَرَبٗا ٦١}⁣[الكهف]، قد دله الله على مجمع البحرين أنه إذا وصل إليه فسوف يريه معجزة دالة على بلوغه ذلك المكان الذي سيجد فيه ضالته المنشودة، نام كليم الله موسى وفتاه صاحي فأحيا الله تلك السمكة الدالة على مكان الشيخ المطلوب لكليم الله موسى # ولم يكف إحياؤها حتى تسللت إلى البحر بمرأى من فتى موسى #، ولما كان الفتى يرى معجزات موسى # باستمرار نسي تلك المعجزة مع ما هو فيه من التعب والنصب والغربة عن الوطن، ومع تعبه وشدة الجهد لا يدري إلى أين الاتجاه وكم بقي من المسافة الشاقة عند ذلك نسي إحياء السمكة، فلما استيقظ موسى # من منامه مضيا في مواصلة السير وسرعان ما أرسل الله على كليمه الجوع، {قَالَ لِفَتَىٰهُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا} فقد أتعبنا هذا السفر، كلمة المتضجر من شدة الجهد وعند نفاد الصبر يأتي الفرج، فأجابه فتاه كما حكى الله ذلك: {قَالَ أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ} ونسيت قصته العجيبة التي هي حقيقة بأن لا تنسى مسنداً ذلك النسيان إلى الشيطان الرجيم لعنه الله، فقد بلغ السيل الزبا من جهد المشي والشيطان لعنه الله يريد أن يتعب موسى وفتاه ولا يريا ذلك العبد الصالح محاولاً أن يدخل الشك على موسى # وفتاه وأن يتعبهما مشياً.