[قصة كليم الله موسى مع الخضر @]
  فلما سمع موسى كلام الفتى وقد كان لديه علم مسبق أن المكان الذي تحيا فيه السمكة هو مجمع البحرين وسيجد العبد الصالح في ذلك المكان، {فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصٗا ٦٤ فَوَجَدَا عَبۡدٗا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَاتَيۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلۡمٗا ٦٥} عند ذلك تمت النعمة وهان على كليم الله وفتاه كل التعب غير أن الأمر غير معهود شيخ علم كبير ولا بيت ولا مال ولا غنم ولا جمال فهم في ذلك المكان غرباء جميعاً غير أن الأُنس قد عم مشاعر نبي الله موسى حيث وجد ضالته المنشودة التي من أجلها قطع المسافات الطوال، قيل: إن الخضر # سأله عن اسمه، قال: موسى، قال الخضر #: موسى صاحب بني إسرائيل؟ قال: نعم.
  فكلمه موسى قائلاً: {هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا ٦٦} يريد # المعاشر المعهودة التي يكلف الله بها عبادة المكلفين من علم التوحيد والفقه وأخبار الماضين وما جرت به سنة الله في خلقه، وقد أخبر الله الخضر بمجيء موسى # إليه قبل وصوله وأنه يريد أن يقتبس من نوره علوماً فأعطاه الله المخطط الذي يبتدئ به وإليه ينتهي فأمعن في ذلك المخطط وتلك الدروس نظره وعلم أنه لا صبر لنبي الله موسى على ذلك قطعاً، فأجاب على موسى بعد الطلب: {إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا ٦٧ وَكَيۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ خُبۡرٗا ٦٨} ولسان حال الخضر