فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قصة كليم الله موسى مع الخضر @]

صفحة 141 - الجزء 1

  فقد نفد الصبر وحان وقت النهي عن المنكر فخاطبه قائلاً: {أَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا زَكِيَّةَۢ بِغَيۡرِ نَفۡسٖ لَّقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـٔٗا نُّكۡرٗا ٧٤} وكان الجواب الجواب إلا أنه زيد في هذا الجواب «لام وكاف» في قوله: {أَلَمۡ أَقُل لَّكَ} بخلاف الأول أراد: إني خاطبتك أنت وقلت لك: إنك لن تستطيع معي صبراً.

  خجل موسى # مما رأى ومما سمع ومما وعد واجتمعت عليه المصائب من كل ناحية وتواردت عليه الشكوك من كل فج عميق فلا يدري أين يبدأ به وعزم على مقصارة الالتزام قائلاً: {إِن سَأَلۡتُكَ عَن شَيۡءِۭ بَعۡدَهَا فَلَا تُصَٰحِبۡنِيۖ قَدۡ بَلَغۡتَ مِن لَّدُنِّي عُذۡرٗا ٧٦} هذه مقالة الخائب مما سعى له ومن أجله الحائر في أمره فلا يدري هل هو هذا الذي أمرني الله بأخذ العلم عنه أم هو غيره، ولا يبعد أن يكون غيره، يدل على ذلك أفعاله التي هي من أفعال الحمقى والفجرة غير أن الشك حاصل بما أخذ عليه من توكيد الكلام فيما بينه وبينه ولم يبق أي حل إلا أن ينتظر للثالثة فإن كانت من جنس ما سبق فقد أخذ لنفسه وسيلة الفراق ولسان حال الكليم # يقول: أستغفر الله مما وقعت فيه من الورطة العظيمة والبلية الجسيمة، فقد رأى في هذه السفرة العجائب.

  فانطلقا وموسى في تعب ونصب وجوع وعقلُه مشغول بالتفكير في القضيتين السابقتين {حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَيَآ أَهۡلَ قَرۡيَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَآ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا} أي: رأيا فيها رأي عين {جِدَارٗا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ} الخضر # ولا