[قصة كليم الله موسى مع الخضر @]
  أدري هل كان موسى له عويناً أم جلس حتى أنجز الخضر عمله فخاطبه قائلاً: {قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَيۡهِ أَجۡرٗا ٧٧} عند ذلك كمل الكتاب الذي كان الخضر يملي على موسى منه المعاشر وأراد كل واحد من الصاحبين فراق صاحبه وأطلع الخضر كليم الله على النتائج التي تكللت بالنجاح: {قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا ٧٨ أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتۡ لِمَسَٰكِينَ يَعۡمَلُونَ فِي ٱلۡبَحۡرِ فَأَرَدتُّ أَنۡ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٞ يَأۡخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصۡبٗا ٧٩} فلو علمت يا موسى أن الأمر كذلك لكنت عوناً لي في تعطيل السفينة غير أن الله أرحم مني ومنك بالضعفاء والمساكين فقد بعثني أخرقها رحمة بهم وامتحاناً لك يا موسى كي تعلم بعجزك عن حمل بعض التكاليف وتعرف بتلك القصص قدر نفسك.
  وأما الغلام فكان في قتله أعجب مما رأيت {وَأَمَّا ٱلۡغُلَٰمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤۡمِنَيۡنِ فَخَشِينَآ أَن يُرۡهِقَهُمَا طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗا ٨٠} لا يبعد والله أعلم أن الخضر كان عارفاً للغلام ولوالديه وكان يرى منه ما يدل على فسوقه وإجرامه إذا كبر وكان يرى من والديه الرحمة له والانقياد لأشواره وهما مؤمنان فرحمهما الخضر ودعا لهما وأمره الله بذلك، ألا ترى إلى قوله: {فَخَشِينَآ أَن يُرۡهِقَهُمَا طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗا ٨٠} وإلى قوله: {فَأَرَدۡنَآ أَن يُبۡدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيۡرٗا مِّنۡهُ زَكَوٰةٗ وَأَقۡرَبَ رُحۡمٗا ٨١}.