فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نظرة في صورة العصر

صفحة 153 - الجزء 1

  ويكيلون لبعضهم البعض المدائح تزكية منهم لأنفسهم والله يقول: {فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ}⁣[النجم: ٣٢]، وشهادة من بعضهم لا سيما القادة لأتباعهم بأنهم أهل الفردوس على القطع كأن الله وكل أمر أتباعهم إليهم في ثوابهم أو عقابهم.

  أما أهل هذا المذهب - أعني: مذهب الزيدية - فإنك ترى العالم والقدوة من يخشع وتذرف عيناه الدموع إذا سمع آيات الوعيد تتلى وأحاديث رسول الله في الترهيب تملى، وهذا - والذي رفع السماء - الواقع، ولا يرون المدائح والتزكية والحكم بالنجاة لأتباعهم إلا بالعمل الصالح والخوف والخشية حتى يلقى الله.

  انظر في كتبهم وفي مواعظهم ترى تصديق قولي إن شاء الله ولا قوة إلا بالله.

  ثم ختم السورة بقوله تعالى: {وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣} ختم الله ألفاظ هذه السورة الكريمة بالتواصي بالصبر؛ لأن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له، فوضع الإيمان في أولها لأنه أساس الدين الذي يبنى عليه وبدونه يكون البناء بلا أساس، ثم أردف بالأعمال الصالحة إجمالاً لكثرتها، وعقب بالتواصي بالحق ليحذر الناصح من الخدع والمكر والخيانة في الكلام وأنه لا حجة له يوم القيامة.

  ثم أخر لفظة «الصبر» لمكانته وشرفه وعظيم أجره، وأن الموصي غيره بالصبر من الناجين المخلصين وأن الناقد لغيره