نظرة في صورة العصر
  بالصدق والناصح له بالصبر لم يدخر شيئاً من النصيحة.
  نعم، الأعمال الأخروية لا تكون كاملة في الفضل إلا بالصبر فالصبر لا بد منه في كل عمل التفكر مثلاً لا تتحصل نتائجه إلا مع الصبر، العلم لا يحصل إلا بالصبر، صنائع الخير لا تحصل إلا بالصبر، كذلك بر الوالدين وبر الإخوان وإصلاح ذات البين لا يتم ذلك إلا بالصبر، فمن صبر ظفر وفاز بالأجر العظيم، ختم الله السورة الكريمة بالصبر لمكانته في الدين كما ختم سورة الفلق بالحسد لجرمه وشناعته، فعلى الإنسان المؤمن أن يصبر نفسه ويذكر فضل الصبر؛ ليستعين بذلك على الصبر، وينظر في أصحاب الصبر كيف كساهم جزاء عملهم فإنك ترى في وجوهم سيما الصالحين ولو لم تعرفهم من قبل، فالصابر متأس برسول الله ÷ وقد أمره الله بالصبر كما قال تعالى: {فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ}[الأحقاف]، فهو ÷ خير الصابرين {لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ}[الأحزاب: ٢١]، وصلى الله عليه وآله الطاهرين.