فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

التفكر وفضله

صفحة 24 - الجزء 1

  شيء في الإنسان يحتاج إلى الغذاء وما أودع الله فيها من الفيتامينات وغيرها مما يحتاج إليه جسم الإنسان، والله سبحانه الذي يتولى تيسير إخراج الأذى، وقد رأينا بعض من يحصل لهم إمساك حاد كيف يحتاجون إلى عمليات، وبعضهم يفارق من أجل ذلك الحياة، فسبحان ميسر الأسباب وفاتح الأبواب.

  فأنت أيها العاقل تتمرغ بين هذه النعم وكذلك زوجتك وولدك، فلو حصل نقص من هذه النعم في أحد من أسرتك لحملت الهمّ كله، بل يود الإنسان في أغلب الحالات أن المرض الذي في الزوجة أو الولد ينتقل فيه من شدة الأذى، وصدق أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ ٣٤}.

  الثالث: ما يحتار فيه العقل حكمة الله في أرزاق العباد، فهو الذي خلقنا وخلق جميع الحيوان، وأودع أرزاقنا في سمائه وأرضه، وهو {مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ}، فالسماء تمطر والأرض تنبت.

  انظر إلى الزرائع والأشجار كيف أودع الله فيها سر تناول المعادن من الأرض على حسب مصالح العباد، فالبر مثلا فيه مواد تخالف بعض المواد الموجودة في الذرة، وكذلك الشعير والعدس والرز وغير ذلك من أنواع الحبوب، فهي تبذر في أرض واحدة وتربة واحدة وتسقى بماء واحد وكل شيء منها له خاصته ولونه