فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نصيحة موجهة للمرشدين

صفحة 35 - الجزء 1

  الله عنهم: {لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ ٦}.

  وأنت أيها المرشد تريد من الناس أن يفعلوا ما أمرهم الله به اقتداءً بالملائكة، فهم بعمل المرشد راضون غاية الرضا.

  ثانيا: أنك تدخل بإرشادك السرور على الحفظة خاصة، ولا سيما حفظة من أصلحتهم من الناس، فقبل إرشادك لمن أصلحتهم كان الملائكة يتأذون بما يصدر من العصيان من الأفعال المحرمة والأقوال الباطلة والخصال السيئة، فلما هديتهم وأصلحتهم تغيرت أفعالهم من محرمة إلى واجبة ومسنونة ومندوبة ومباحة، وأقوالهم كذلك، فاحمد الله على ذلك، وجدّ واجتهد أن تكون من أحسن المرشدين إصلاحا لخلقه وتأدبا بآداب نبيه، وسيمنحك الله بصبرك وجهادك لنفسك الذكر الحسن ثوابًا من الله عاجلا، فيكون كلامك مؤثرًا في قلوب الغافلين وتكون ممن قال فيهم الوصي #: (يهتفون بالزواجر في أسماع الغافلين) وقوله: (حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس، ويسمعون ما لا يسمع الناس).

  وأما إدخالك بالإرشاد السرور على أنبياء الله فلأن ذلك ديدنهم وتلك الطريقة شَغْلَتهم، فلم يبعثهم الله إلا بهذا.

  واحذر أيها المرشد أن تحقّر ما عظّم الله، وتتأذى من عدم الإقبال أو من الجفوة من بعض الناس، فيقودك ذلك إلى ترك الإرشاد أو التهاون بالإرشاد والاستخفاف بنتائجه، فمَنْ هذا