توجيه ونصيحة لطالب العلم خاصة وغيره عامة
  فصدق عليه اسم الخاسرين، فأهل التقوى والمكانة عند الله لا يرون لأنفسهم ما يستحقون الرفعة من أجله وهم بمعزل من طلب المكانة في قلوب المخلوقين، ينظرون إلى طلب العزة من هذا الوجه نظر الناظرين إلى الجيف والكناسات.
  فعليك أيها الطالب للعلم أن لا تغتر وتقول: أريد أن أكون كفلان رفيع الجاه والمعنوية، فأنا قريت كما قرأ وحصلت من العلوم مثل ما حصل أو أكثر فلا بد أن أملي على الناس كلامي وحكمي كي يعرفوني ويطلعوا على ما حوى قلبي من الحلم والعلم.
  فالمسكين - والله الذي لا إله إلا هو - من هذا حاله، أعاذنا الله والمؤمنين والمؤمنات من طلب الجاه والرفعة من غير وجهها، وأسأل الله الرحيم أن يعرفنا قدر أنفسنا وأن يشغلنا بعيوبنا عن عيوب خلقه إنه سميع مجيب.
  قال خير البرية ÷: «رب أشعث أغبر ذي طمرين - أي: ثوبين باليين - لو أقسم على الله لأبره»، وقال ÷: «من كانت الآخرة همه جمع الله شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له»، وقال ÷: «من أراد أمراً بمعصية الله كان أبعد له مما رجا، وأقرب له مما اتقى». وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.