فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

التحذير من التفرقة وغيرها

صفحة 60 - الجزء 1

  من أجل ذلك حذر الله من الفرقة غاية الحذر قائلاً: {فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ}⁣[الأنفال: ١]، فلا تجعل أيها الطالب دينك وتعبك عرضة لعواصف الفرقة والخلاف بين المذهب الواحد والعقيدة الواحدة، وعلى من وقعت بينهم اختلاف الآراء أن يعرضوها على أصحاب العقول الراجحة فالمتفرج لبيب كما قيل، ومن استشار الرجال شاركها في عقولها، من استشار ما ندم.

  وعلى كل طالب علم إذا أراد النجاة أن يتهم نفسه في كل أوقات حياته، قال الوصي #: (المؤمن لا يمسي ولا يصبح إلا ونفسه عنده ظنون) أي: متهمة، فمن عالج قضية خلاف في مدرسة علمية أو غيرها فقد فاز بالحظ الأوفر وصار من مفاتيح الخير، ومن فعل خلاف الإصلاح فهو من مفاتيح الشر.

  وهذه القضية إذا وقعت بين طلبة العلم وعجز الطلبة أو الشيخ عن معالجتها فهي من أهم الأمور التي يجب فيها التحكيم فنردها إلى قادتنا وعلمائنا القائمين بالإرشاد ونمتثل ما دلونا عليه وأمرونا به، ونحذر المخالفة غاية الحذر، قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا ٦٥}⁣[النساء]، فقد نفى الله الإيمان عمن رفض التحكيم، واشترط مع التحكيم الرضا من القلب والتسليم كذلك، نعوذ بالله من مزالق الردى، ونسأله بعزته وقدرته أسباب الهدى.