التحذير من التفرقة وغيرها
  ومما يلحق بالتفرقة من الأمور والمشكلات ما حكاه الله في كتابه العزيز: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ}[الحج: ١١]، فنعوذ برحمة الله من غضبه.
  نعم، الإنسان ذو حالات مختلفات فتارة راحة وتارة هم وغم، وأحياناً حاجاته موجودة، وأحياناً معدومة، وطبيعة الإنسان تختلف باختلاف ما هو فيه غير أن الدين القويم الذي يطلب به صاحبه الجنة يصيطر على جميع الحالات المختلفات والأهواء المتشعبات، فلا يبقى للمؤمن أي خيار ينقاد به لهوى نفسه سوى التسليم لأمر الله والنزول عند قضائه.
  فلنفكر فيما يقع بين الأسرة الواحدة من الامتحان والاختبار والعداوة والغيض الذي لا يكاد يبقى معه اتعاض ولا اعتبار، فلا يكاد يخلو بيت من الأسر الكبار إلا ويقع الخلاف بين بعض الأولاد ووالديهم وبين بعض الإخوة وإخوانهم الآخرين، يزرع الشيطان ذلك شيئاً فشيئاً حتى يتم له ما أراد.
  نعم، في بداية أمرهم الكبير من الإخوة هو الذي يلقى العناء في مصادر عيشتهم من زراعة أو تجارة أو صناعة أو غير ذلك فقلبه على والديه وإخوانه كالدفاء على النائم في البرد الشديد والصغار لأخيهم الكبير يبرونه غاية البر فترى الوالدين يسترَّان بما يرياه في أولادهم ثم بعد ذلك يلحق الصغير بالكبير في العمر