فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

التحذير من التساهل في حقوق المخلوقين

صفحة 69 - الجزء 1

  ذلك علامة خذلانه وسلب توفيقه وأن من يتحمل القهر والاستخفاف والإهانة هو من امتحن الله قلبه بالتقوى والواقع كذلك غير أنه لا مبرر لاضطهاد وقهر وإهانة الآخرين فرسول الله ÷ هو في ذلك الأسوة {لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ}⁣[الأحزاب: ٢١].

  وليعلم كل من يتجبر على الناس ولا يبالي بأذيتهم أن عاقبة ذلك الخذلان ضعة في الدنيا في أعين المؤمنين ونقص حظ في الأرزاق وسلب الوجاهة وتعريض المعرض لسهام الناقدين.

  أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

  ومن ذلك ما يقع من بعض الأسرة على بعض من قهر الزوجة والأخت والولد والبنت فترى بعض النساء مقهورة من كلام زوجها دائماً وتلك البنت من قهر أخيها، وكذلك بعض الإخوان يكون خائفاً من أخيه ومن سطواته تارة بالسب وأخرى بالاستخفاف بين الناس، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  فعلى طالب النجاة التنبه لذلك وأن يتهم نفسه كذلك قال تعالى: {فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ ٣٢}⁣[النجم]، ورحم الله امرءًا عرف قدر نفسه.

  ولشناعة هذه الأشياء يقول رسول الله ÷: «والمسلم من سلم الناس من يده ولسانه» أو كما قال، و «المؤمن نفسه منه في عناء والناس منه في راحة»، ولا يأمن الإنسان أن تصيبه دعوة