تحذير بليغ من أذية الغير

  اللهم صل وسلم على محمد وآله.

  اعلم أن من أعظم المصائب وما يدعو إلى النكبات المعضلات أذية الغير ظلماً وعدواناً وتمرداً على الله وعصياناً، وهذه القضية لا يتنبه لها ويهرب منها إلا ذو حظ عظيم، فالكثير يحصل منه ذلك ولا يلقي له بالاً فترى بعض الناس يعتقد حسن ذلك لا سيما فيما يقع بين طلبة العلم، فبعض الطلبة يسهر ليله مما يلحقه من الغير وإذا شكا ذلك إلى أحد لم يلتفت إليه لأن الذي يؤذيه قد ملأ أسماع الآخرين بالتنقيص له والتشكي منه، وكذلك ما يحصل بين المجتمع من غير طلبة العلم فبعضهم يستعمل سمعته لذلك والبعض الآخر ماله أو جاهه.

  نعم، والذي يدعو إلى ذلك عدة أسباب منها: قلة الدين وعدم المراقبة لرب العالمين، ومَنْ هذا حاله يصعب معالجته بالمواعظ والنصائح. والسبب الثاني: العجب بالنفس وأنها تستحق من التقدير والتعظيم أكثر مما يستحقه الغير، فترى صاحب هذا السبب يحقر من وجه إليه نصيحة ويقول في نفسه: أنت أحق مني بالنصيحة أيها الناصح المسكين فلا يقبل نصحاً من قريب ولا من بعيد، يظلم مَنْ دونه ترفعاً وتطاولاً، ويعصي من فوقه تمرداً وطغياناً، {وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ}⁣[البقرة: ٢٠٦].