فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

بحث حول الخوف

صفحة 86 - الجزء 1

  فلا ماء في ذلك اليوم الشديد يروي العطشان، ولا شافعاً ولا ناصراً ينقذ الخسران، فلا يبقى غير الحسرات غير المتناهية، يوم يجعل الولدان شيباً، فلا مسكن يأوي إليه الخسران، ولا زوجة ولا صاحب ولا قريب ولا ولد، {لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ ٣٧}⁣[عبس]، وأنت ترى وتنظر بعينيك إلى وجوه الخاسرين، وهم يتجرعون كأسات الحسرات، قد جلبوا على أنفسهم كل المصائب والويلات.

  فما أمَّنك يا مسكين، أن تكون من الهالكين، الذين هم من رحمة الله في ذلك اليوم من الآيسين، الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين، وكم لهذا المشهد من مثيل، قال الوصي #: (كيف إن أنا عملت سيئة ربي محصيها وأنا ناسيها، فيقول: خذوه فغلوه)، وهل أمن أحد الأنبياء يوماً ما وهم أنبياء الله وخاصته، ألا تسمع ما قاله سيد المرسلين وأعظم النبيين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، وذلك عندما رجع من الطائف وقد أدمى أعداء الله رجليه فقال ÷: «إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي».

  فعلينا جميعاً أن نطيل الفكرة في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا لا نكون من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون، ونرجع إلى أنفسنا مخاطبين لها فنقول:

  قد عصينا الله كثيراً قولاً وفعلاً ونية فكم ناس اغتبناهم وحقرناهم وأدخلنا عليهم الهم والغم وتحيلنا من أجل هضمهم