فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

بحث حول الخوف

صفحة 87 - الجزء 1

  وتصغيرهم، ونغتر أن لنا نوايا حسنة في معاملة ذلك الشخص، وكما قال الله {وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا ١٠٤}⁣[الكهف]، ومهما بلغنا في مرضاة الله، فالمنة علينا من الله كثيرة لا ترخص لنفسك في تسهيل الذنوب فإن الرقيب عليك علام الغيوب، ألا ترى كيف ذكر الله الصغيرة قبل الكبيرة في حساب الخاسرين: {يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا ٤٩}⁣[الكهف]، فمن وجد من نفسه لنفسه زاجراً فليحمد الله على ذلك وليشكره كذلك.

  وفي الحديث: «إذا أحب الله عبداً جعل له واعظًا من نفسه وزاجرًا من قلبه يأمره وينهاه» وعلى كل حال إن الجزاء من الله على الخوف أول ما يلقاه المؤمن عند الموت، كما قال سبحانه وتعالى: {تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠}⁣[فصلت]، ونوه الله بذكرهم مراراً وتكراراً، {أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢}⁣[يونس]، {يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا}⁣[السجدة: ١٦]، {وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ}⁣[الإسراء: ٥٧].

  وقال النبي ÷ في تمام حديث: «فما يرون أماناً دون ما يرجون، ولا خوفاً دون ما يحذرون»، وقالوا: {إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ ٢٦ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ ٢٧}⁣[الطور]، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.