فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نبذة من نعيم أهل الجنة

صفحة 88 - الجزء 1

نبذة من نعيم أهل الجنة

  نعم، من الأمور التي ينبغي أن يطيل الإنسان فكره فيها أمور الآخرة، من ذلك نعيم أهل الجنة الأبدي وما أعد الله فيها لأوليائه، وكذلك نعم الله على المؤمن قبل الوصول إلى جنات النعيم، وسنذكر من ذلك قليلًا من كثير، من ذلك ما يلقاه المؤمن عند الموت من تبشير الملائكة له بالنجاة كما حكى الله لنا ذلك في كتابه العزيز: {تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠}⁣[فصلت ٣٠]، فالإنسان في هذه المواطن بين شدائد الموت وتجرع سكراته وقد أيقن بالفراق لأهله وأولاده ولا يدري ما الله صانع به، وإذا بالملائكة $ يبشرونه بالنجاة ويطمئنونه بالسلامة من عذاب الله الشديد، فعند ذلك تهون على المؤمن كل الآلام، ولا يبعد أن تكون تلك اللحظة بعد البشارة أحلى لحظة مرت عليه في حياته كلها.

  ومن ذلك ستر الله عليه يوم العرض، كما قال سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ ٧ فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا ٨ وَيَنقَلِبُ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورٗا ٩}⁣[الانشقاق].

  فلو أن الإنسان شغل عقله بالتفكير في هذين الموقفين والأمرين العظيمين، وفرغ جلّت أوقاته لدعاء خالقه أن يجعله ممن شملتهم هاتان الآيتان - لكان حقيقا بذلك، ثم بعد ذلك ما يلقاه المؤمن من الفرح والبشارات عندما يشاهد الجنة وقد أيقن