فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نبذة من نعيم أهل الجنة

صفحة 89 - الجزء 1

  أنه من أهلها كما حكى الله ذلك في كتابه الكريم حين يقول عز من قائل: {وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ غَيۡرَ بَعِيدٍ ٣١ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٖ ٣٢ مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ ٣٣ ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٖۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ ٣٤ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ ٣٥}⁣[ق].

  انظر أيها المؤمن بعين قلبك في هذه الآية وردد فيها فكرك كيف يكون فرح المتقين وقد شاهدوا أشياء غير معهودة، من قصور مبنية بالذهب وأخرى بالفضة، وخيام منصوبة لم ير لها في الدنيا نظير، وأنوار تتلألأ، وخدم كالدر المنثور، وحور كاللؤلؤ المكنون كأنهن الياقوت والمرجان، وأنهار من جميع الأشربة ... ، وأثمار متدلية، وأرياح طيبة، والفرح والسرور والنور في وجوههم يتزايد كلما دنوا من ذلك المشهد الذي لم يعهدوا له في الدنيا مثيلًا، وعند وصولهم إلى أبواب الجنان يستقبلونهم ملائكة الرحمن قائلين: {ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٖۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ ٣٤} {... وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ ٧٣ وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ٧٤}⁣[الزمر]، فلما وصلوا إلى ملك الله الدائم ورأوا وشاهدوا ما هنالك تغيرت لتلك المشاهد أبشارهم وصورهم التي كانت في الدنيا شاحبة، تعرف في وجوههم نظرة النعيم قد فرشت قصورهم بفُرُش {بَطَآئِنُهَا مِنۡ إِسۡتَبۡرَقٖۚ} أي: