فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نبذة من نعيم أهل الجنة

صفحة 92 - الجزء 1

  الصحيحة من معرفة الحق وأهله، وترك الباطل وحزبه، قال المصطفى ÷: «التوحيد ثمن الجنة».

  ثم قال: {تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ ٩} صوَّر حالهم بمن وصل من سفر شاق إلى أصدق صديق وحبيب شفيق، فأكرمه بمجلس يتناسى فيه هموم السفر، فهم في تلك المناظر ينعمون على ضفاف الأنهار الجارية {يَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ ١٧ بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ ١٨ لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ ١٩ وَفَٰكِهَةٖ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ ٢٠ وَلَحۡمِ طَيۡرٖ مِّمَّا يَشۡتَهُونَ ٢١ وَحُورٌ عِينٞ ٢٢ كَأَمۡثَٰلِ ٱللُّؤۡلُوِٕ ٱلۡمَكۡنُونِ ٢٣ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢٤ لَا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوٗا وَلَا تَأۡثِيمًا ٢٥ إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا ٢٦} فلما رأوا ذلك وشاهدوا ما هنالك طفح الحمد من ألسنتهم مبتهجين ومتعجبين، فلا يرون شيئًا إلا اهتزت لجماله مشاعرهم قائلين: سبحانك اللهم؛ دليل ذلك {دَعۡوَىٰهُمۡ فِيهَا سُبۡحَٰنَكَ ٱللَّهُمَّ} فكلمة «دعواهم» تدل على الاستمرار، كما يقال: آل فلان ديدنهم الكرم، وآل فلان ديدنهم الذكر وطلب العلم وتعليمه، إلى غير ذلك.

  فسبحان من أنزل القرآن وجعل ظاهره أنيقا وباطنه عميقًا، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، كما قال الوصي سلام الله عليه.

  ثم قال سبحانه: {وَتَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٞۚ} دل ذلك على توادهم وتراحمهم، فكل واحد منهم سلم لأصحابه من المتقين يحبهم غاية