فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نبذة من عذاب أهل النار

صفحة 93 - الجزء 1

  الحب وهم كذلك، فبينهم من التواد والتراحم أعظم مما بين الولد البار ووالده الحنون، قد نزع الله أسباب الغل من قلوبهم وطهر أوساخ الهجر من صدورهم، فكل واحد من المتقين يتنعم بما يراه من إخوانه المخلصين، وأي نعيم أعظم من التعظيم، قال الوصي #: (أمنوا الموت فصفى لهم ما فيها {ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٖۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ ٣٤ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ ٣٥} فعند ذلك طابت نفوسهم واستراحت قلوبهم كما قال سبحانه: {وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٠}.

نبذة من عذاب أهل النار

  الحمد لله

  ومن ذلك إمعان النظر وإطالة الفكر في عذاب الله الشديد، مما ورد في آيات الوعيد، انظر وتأمل في قول الله سبحانه وتعالى: {وَهُمۡ يَصۡطَرِخُونَ فِيهَا}⁣[فاطر ٣٧]، وهذا خبر من الذي أحاط بكل شيء علمًا، فمتى يخفف عنهم العذاب حتى يسكن صراخهم، {وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ} {كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَٰهُمۡ سَعِيرٗا ٩٧} يسحبون على أشرف أجسادهم {يَوۡمَ يُسۡحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ٤٨}، فالخوف لا يفارق قلوبهم طرفة عين منذ هجم عليهم ملك الموت يقبض أرواحهم، ألا تسمع إلى قول الله سبحانه وتعالى: {وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ} وأي مصيبة في الدنيا أعظم من نزع