الباب الرابع في وصاياه # وذكر مقتله وقبره
  وَاللهَ اللهَ فِي الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ فَأَشْرِكُوهُمْ فِي مَعَاشِكُمْ.
  وَاللهَ اللهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ).
  ثُمَّ قَالَ: (الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ) ثُمَّ قَالَ: (لَا تَخَافُوا فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَإِنَّهُ يَكْفِيكُمْ مَنْ بَغَى عَلَيْكُمْ وَأَرَادَكُمْ بِسُوءٍ، قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ، وَلَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيَلِي الْأَمْرَ غَيْرُكُمْ(١)، وَتَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ، عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاضُعِ وَالتَّبَاذُلِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّقَاطُعَ وَالتَّفَرُّقَ وَالتَّدَابُرَ، وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ، حَفِظَكُمُ اللهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ، وَأَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ خَيْرَ مُسْتَوْدَعٍ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ سَلَامَ اللهِ وَرَحْمَتَهُ)(٢).
  ١١٣ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا محمد بن العباس بن الوليد الشامي، قال: حدثنا عبدالله بن أحمد بن عُقْبة الأسدي الكوفي، قال: أخبرنا عبدالرحمن بن أبي القاسم بن إسماعيل القَطَّان، قال: أخبرنا إسماعيل بن مِهْران، قال: أخبرنا عبدالله بن أبي الحارث الهمداني، عن جابر الجُعْفِي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن آبائه $:
  أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَتَبَ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ @ بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ صِفِّينَ إِلَى قُنَاصِرِينَ(٣): (مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِي الْمُقِرِّ لِلْزَّمَانِ الْمُسْتَسْلِمِ لِلْدَّهْرِ الذَّامِّ لِلدُّنْيَا السَّاكِنِ مَسَاكِنَ الْمَوْتَى وَالظَّاعِنِ مِنْهَا إِلَيْهِمْ غَدًا إِلَى الْوَلَدِ الْمُؤَمِّلِ فِي دُنْيَاهُ مَا
(١) في المقاتل: فيولّي الأمر عنكم وتدعون فلا يستجاب لكم. وفي المحن للتيمي والمعجم الكبير للطبراني وَلَا تَتْرُكُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى الأَمْرَ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ.
(٢) رواه أبو حاتم السجستاني في كتابه المعمرون والوصايا ص ٤٨ وأبو العرب التميمي في المحن صفحة ١٠٠ - ١٠١ وأبو الفرج في المقاتل ص ٥١ والمسعودي في مروج الذهب ٢/ ٣٢٩ والطبري في تأريخه ٥/ ١٤٧ والشهيد حميد في الحدائق ١/ ٩٧ وابن أبي الحديد في شرح النهج ٦/ ١٢٠ وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٦/ ٤٦٤ - ٤٦٥ ومحمد البري في الجوهرة ٢/ ٢٦٩.
(٣) وفي شرح النهج: قِنَّسْرِين.