فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَوَجْهَهُ وَلِحْيَتَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَدَعَا اللهَ جَلَّ ذِكْرُهُ مَا شَاءَ، ثُمَّ أَكَبَّ إِلَى الْأَرْضِ بِدُمُوعٍ غَزِيرَةٍ مِثْلِ الْمَطَرِ، ثُمَّ أَكَبَّ إِلَى الْأَرْضِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ ÷ فَوَثَبَ الْحُسَيْنُ # فَأَكَبَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ ÷ وَبَكَى فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَمَا يُبْكِيكَ؟» فَقَالَ: يَا أَبَهْ؛ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ مَا لَمْ تَصْنَعْ مِثْلَهُ، فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ؛ إِنِّي سُرِرْتُ بِكُمُ الْيَوْمَ سُرُورًا لَمْ أُسَرَّ بِكُمْ قَبْلَهُ، وَإِنَّ حَبِيبِي جِبْرِيلَ أَتَانِي فأَخْبَرَنِي بِأَنَّكُمْ قَتْلَى وَأَنَّ مَصَارِعَكُمْ شَتَّى، فَحَزَنَنِي ذَلِكَ، فَدَعَوْتُ اللهَ لَكُمْ» فَقَالَ الْحُسَيْنُ #: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَنْ يَزُورُنَا عَلَى تَشَتُّتِنَا وَتَبَاعُدِ قُبُورِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُرِيدُونَ بِذَلِكَ بِرِّي وَصِلَتِي، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ زُرْتُهُمْ بِالْمَوْقِفِ، فَأَخَذْتُ بِأَعْضَادِهِمْ فَأُنْجِيهِمْ مِنْ أَهْوَالِهَا وَشَدَائِدِهَا»⁣^(⁣١).

  ١٦٧ - وبه قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا عمر بن الحسن القاضي، قال: حدثنا الحسن بن سلَّام، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثنا فُضَيلُ بن مرزوق، قال: حدثني عطية العَوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: حدثتني أم سلمة:

  أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ لِفَاطِمَةَ &: «ائْتِينِي بِزَوْجِكِ وَابْنَيْكِ» قَالَ: فَجَاءَتْ بِهِمْ فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ كِسَاءً فَدَكِيًّا، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ آلُ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ

(١) رواه السيد الإمام أبو عبدالله العلوي # في فضل زيارة الحسين # ص ٣١ - ٣٣ ورواه مختصرا من طريقين ص ٢٨ - ٣١ والإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ٣٦٩ والإمام المنصور بالله # في الشافي ١/ ٦٨١، وابن أبي النجم الصعدي في درر الأحاديث ص ١٥٦ والشهيد حميد في الحدائق الوردية ٢/ ٣٩٣ والإمام أحمد بن هاشم # في السفينة المنجية ص ١٤٧ والإمام مجدالدين المؤيدي # في التحف شرح الزلف ص ٦٢ والسمهودي في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ٢/ ٥٩ وفي خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى ٢/ ٧٦ - ٧٧ والموفق الخوارزمي في مقتل الحسين # ٢/ ١٨٩ وعبدالملك الخركوشي النيسابوري في مناحل الشفا ٥/ ٣٦٠ - ٣٦١ والطوسي في أماليه ص ٦٦٩ وإبراهيم بن سعد الدين الشافعي في فرائد السمطين ٢/ ١٧٣ وجعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات ص ٤٤٤.