الباب الثامن في فضل أهل البيت $ كافة وأخبارهم وما يتصل بذلك
  شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَرَفَعْتُ الْكِسَاءَ لِأَدْخُلَ؛ فَدَفَعَنِي وَقَالَ: «إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ»(١).
  ١٦٨ - وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن سليمان البَجَلِي، عن أحمد بن سلَّام، عن محمد بن سعيد الرازي، عن إدريس بن محمد، عن عبدالرحمن بن أبي حَدْرَد، وكان من موالي عبدالله بن الحسن قال:
  سَأَلْتُهُ(٢) عَنِ الْحُسَيْنِ صَاحِبِ فَخٍّ # كَيْفَ كَانَ خُرُوجُهُمْ؟ قَالَ: كَانُوا يَسْتَعِينُونَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ بِالْكِتْمَانِ حَتَّى كُنْتُ لَا أَدْرِي فِي أَيِّ شَيْءٍ هُمْ، وَعَلَى أَيِّ يَوْمٍ هُمْ، حَتَّى كَانَتْ عَشِيَّةُ الْجُمُعَةِ لَيْلَةَ السَّبْتِ، فَدَخَلَ يَحْيَى بْنُ عبدالله # الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى وَرَاءَ الْمِنْبَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَدَنَا مِنَ الْقَبْرِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ ÷ فَبَكَى، وَلَمْ أَكُنْ أَرَاهُ يَبْكِي فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَجَعَلَ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ وَيَقُولُ: يَا عَبْدَالرَّحْمَنِ: [الطويل]
  وَمَضَى رِجَالٌ صَالِحُونَ وَلَمْ يَرَوا ... حَقًّا لِطَاعَةِ آثِمٍ مَغْرُورِ
  وَبَقِيتُ بَعْدَهُمُ أُرَوَّعُ جَاهِدًا ... أُبْدِي تَقِيَّةَ خَائِفٍ مَقْهُورِ
  لَيْسَ الْجَبَانُ بِمُفْلِتٍ مِنْ يَوْمِهِ ... وَالْمَوْتُ مُدْرِكُ رُوعِ(٣) كُلِّ فَرُورِ
(١) أخرج هذا الخبر وبين طرقه وألفاظه الإمام القاسم بن محمد # في الاعتصام ١/ ٦٦ - ١١٣ والسيد العلامة الأوحد الحسن بن الحسين بن محمد ¦ في التعليق الوافي على الشافي ١/ ٢٠٩ - ٢١٩ والسيد العلامة الكبير عبدالله بن الحسن القاسمي ¦ في حاشية كرامات الأولياء ص ٣٥ - ٣٨ وفي ص ٣٥٠ - ٣٦٤ والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل وقد ساقه ألفاظه وجميع طرقه ٢/ ٨٥ - ١٣٤ ورواه عبدالله بن أحمد في فضائل الصحابة ٢/ ٦٠٢ وأبوه أحمد في المسند ٤٤/ ٣٣٦ والطحاوي في شرح مشكل الآثار ٢/ ٢/٢٤١ والطبراني في الكبير ٣/ ٥٣ وفي ٢٣/ ٣٢٧ وأبو يعلى في المسند ٢/ ٤٥٦ والآجري في الشريعة ٥/ ٢٢٠٨ وعفان الصَّفَّار في جزء أحاديثه ص ١٠٠.
(٢) السائل إدريس بن محمد والمسؤول عبدالرحمن بن أبي حَدْرَد، فاعرف، والله أعلم. (هامش هـ).
(٣) الرُّوعُ، بالضم: النفس، وهو المراد هنا، وبالفتح: الجزعُ، تمت، (هامش جـ، د).