الباب الثامن في فضل أهل البيت $ كافة وأخبارهم وما يتصل بذلك
  ١٦٩ - وبه قال: حدثني أبي |، قال: أخبرني الحسن بن محمد بن يحيى العَقِيقِي، قال: حدثني جدي - يعني يحيى بن الحسن صاحب كتاب الأنساب - قال: قال إسماعيل:
  دَخَلَ مُوسَى بْنُ عَبْدِالله بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ $ يَوْمًا عَلَى الرَّشِيدِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ عِنْدِهِ عَثَرَ بِالْبِسَاطِ فَسَقَطَ، فَضَحِكَ الْعَبَّاسِيُّونَ وَضَحِكَ هَارُونُ، فَقَامَ # وَالْتَفَتَ إِلَى هُارُونَ، فَقَالَ: إِنَّهُ ضُعْفُ صَوْمٍ لَا ضُعْفَ سُكْرٍ(١).
  ١٧٠ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن سلمة بن الخطاب، عن معاوية بن الحكم، عن محمد بن موسى، عن الطيالسي، قال:
  لَمَّا قَتَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْخَلِيفَةُ مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ @ وَجَّهَ شَبَّةَ بْنَ عِقَالٍ(٢) إِلَى الْمَوْسِمِ لِيَنَالَ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ، وَخَالَفَ أَمْرَ الْمُؤْمِنِينَ(٣) وَأَرَادَ هَذَا الْأَمْرَ لِنَفْسِهِ، فَحَرَمَهُ اللهُ أُمْنِيَتَهُ، وَأَمَاتَهُ بِغُصَّتِهِ، ثُمَّ هَؤُلَاءِ وَلَدُهُ يُقْتَلُونَ، وَبِالدِّمَاءِ يُخَضَّبُونَ.
  فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: نَحْمَدُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَنُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ، أمَّا مَا قُلْتَ مِنْ خَيْرٍ فَنَحْنُ أَهْلُهُ، وَأمَّا مَا قُلْتَ مِنْ شَرٍّ فَأَنْتَ بِهِ أَوْلَى، وَصَاحِبُكَ أَحْرَى، يَا مَنْ رَكِبَ غَيْرَ رَاحِلَتِهِ، وَأَكَلَ غَيْرَ زَادِهِ، ارْجِعْ مَأْزُورًا.
  ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: أُخْبِرُكُمْ بِأَبْخَسَ مِنْ ذَلِكَ مِيزَانًا؛ وَأَبْيَنَ مِنْهُ خُسْرَانًا؛ مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ، وَهُوَ هَذَا، ثُمَّ جَلَسَ.
(١) رواه أبو الفرج الأصبهاني في المقاتل ص ٣٣٨ والخطيب البغدادي في تأريخ بغداد ١٣/ ٢٨ وابن عنبة في عمدة الطالب ص ١١٢ والأصيلي في الأنساب ص ٩٠ والآبي في نثر الدر ١/ ٢٦٠ وابن عساكر في تأريخ دمشق ٦٥/ ٤١٥.
(٢) في بعض النسخ: شيبة بن عقال. والصواب ما أثبتناه.
(٣) في النسخ: أمير المؤمنين وكتب عليه في الهامش أن لفظة أمير المؤمنين مشكلة ولعله «أمر المؤمنين» ليناسب: شق عصا المسلمين. تمت من خط سيدي عماد الدين يحيى بن الحسين بن القاسم بن المؤيد $. وقد أصلحت بلفظ أمر في بعض النسخ فلا إشكال، تمت. وقد جاء في رواية الطوسي بلفظ «وحارب المؤمنين».