تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع عشر في الخطب والمواعظ وما يتصل بذلك

صفحة 294 - الجزء 1

  ٣٤٨ - وبه قال: أخبرنا أحمد بن محمد البغدادي المعروف بالآبَنُوسِي، قال: حدثنا عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن سليمان بن خالد، قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو رَوْح⁣(⁣١)، قال: حدثنا مسعدة بن صدقة، قال:

  خَطَبَ مُحَمَّدُ بْنُ عبدالله بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ $ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ لَقَدْ أَحْيَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ مَا دَثَرَ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ، وَأَقَامَ عَمُودَ الدِّينَ إِذِ اعْوَجَّ، وَلَنْ نَنْحُوَ إِلَّا أَثَرَهُ، وَلَنْ نَقْتَبِسَ إِلَّا مِنْ نُورِهِ، وَزَيْدٌ إِمَامُ الْأَئِمَّةِ، وَأَوَّلُ مَنْ دَعَا إِلَى اللهِ بَعْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ @(⁣٢).

  ٣٤٩ - وبه قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن عبدالجبار، قال: حدثنا خلف بن عبدالحميد، قال: حدثنا سلَّام بن مسلمة⁣(⁣٣)، عن أبي هاشم، عن زاذان:

  عَنْ عَلِيٍّ # أَنَّهُ خَطَبَ، فَقَالَ: (الْحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّ اللهِ، أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ رَحَا ضَلَالَةٍ تَطْحَنُ، أَلَا وَإِنَّ لِطَحْنِهَا ذَوْقًا⁣(⁣٤)، أَلَا وَإِنَّ عَلَى اللهِ فَلَّهَا، أَلَا وَإِنَّهُ لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِكُمْ مِنْ بَعْدِي حَتَّى يَكُونَ الْمُحِبُّ لِي وَالْمُتَّبِعُ أَثَرِي أَذَلَّ بَيْنَ أَهْلِ زَمَانِهِ مِنْ فَرْجِ الْأَمَةِ، قَالُوا: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ذَلِكَ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ بِرِضَاكُمْ بِالدَّنِيَّةِ فِي الدِّينِ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا ظَهَرَ الْجَوْرُ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ بَاعَ نَفْسَهُ مِنْ رَبِّهِ، وَأَخَذَ حَقَّهُ مِنَ الْجِهَادِ لَقَامَ دِينُ اللهِ عَلَى قُطْبِهِ، وَهَنَتْكُمُ الدُّنْيَا الْفَانِيَةُ، وَلَرَضِيتُمْ مِنْ رَبِّكُمْ، فَنَصَرَكُمْ عَلَى عَدُوِّكُمْ). ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَاتِ: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ


(١) هو فرج بن قرة ويقال له أيضا: فرج بن أبي فروة. وقد وقع في بعض المصادر أنه فرح بالحاء المهملة.

(٢) رواه الموفق الخوارزمي في مقتل الحسين بن علي # ٢/ ١٢٥، وقال هذا القول أيضا سفيان الثوري، وكان سفيان زيديا، وكان يقول: قام زيد مقام الحسين بن علي، وكان أعلم خلق اللّه بكتاب اللّه، ما ولدت النساء مثله أبدًا، ورواه في الحدائق الوردية الشهيد حميد ١/ ٢٧٩، وفي هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين ص ١٩٥ السيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير #، وفي مجمع الفوائد الإمام مجدالدين المؤيدي # ص ٢٩٩ والتحف شرح الزلف ص ٧٥.

(٣) سَلَّامُ بْنُ سَلَمَةَ. نسخة. (هامش مخ).

(٤) دَوِيًّا. ظن. (هامش نسخة «ب»).