تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع عشر في الخطب والمواعظ وما يتصل بذلك

صفحة 309 - الجزء 1

  مَخْطُوطٌ مَسْتُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، وَإِنَّمَا يَنْطِقُ بِحُكْمِهِ الرِّجَالُ.

  قَالُوا: فَخَبِّرْنَا عَنِ الْأَجَلِ لِمَ جَعَلْتَهُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ.

  قَالَ: لِيَعْلَمَ الْجَاهِلُ وَيُنِيبَ الْعَالِمُ، وَلَعَلَّ اللهَ يُصْلِحُ فِي هَذِهِ الْمُدَّةِ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، ادْخُلُوا مِصْرَكُمْ) فدخل أصحابه عن آخرهم⁣(⁣١).

  ٣٦٢ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدثنا منصور بن نصر بن الفتح، قال: حدثنا أبو الحسين زيد بن علي العلوي، قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد، قال: حدثني الحسين بن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده:

  عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ # أَنَّهُ خَطَبَ خُطْبَةَ التَّوْحِيدِ، فَقَالَ: (الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَا مِنْ شَيْءٍ كَانَ، وَلَا مِنْ شَيْءٍ خَلَقَ مَا كَوَّنَ، يُسْتَشْهَدُ بِحُدُوثِ الْأَشْيَاءِ عَلَى قِدَمِهِ، وَبِمَا وَسَمَهَا بِهِ مِنَ الْعَجْزِ عَلَى قُدْرَتِهِ، وَبِمَا اضْطَرَّهَا إِلَيْهِ مِنَ الْفَنَاءِ عَلَى دَوَامِهِ، لَمْ يَخْلُ مِنْهُ مَكَانٌ فَيُدْرَكَ بِأَيْنِيَّةٍ، وَلَا لَهُ شَبَحُ مِثَالٍ فَيُوصَفَ بِكَيْفِيَّةٍ، وَلَمْ يَغِبْ عَنْ شَيْءٍ فَيُعْلَمَ بِحَيْثِيَّةٍ، مُبَايِنٌ لِجَمِيعِ مَا جَرَى فِي الصِّفَاتِ، وَمُمْتَنِعٌ عَنِ الْإِدْرَاكِ بِمَا ابْتَدَعَ مِنْ تَصْرِيفِ الْأَدَوَاتِ، وَخَارِجٌ بِالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ مِنْ جَمِيعِ تَصَرُّمِ الْحَالَاتِ، لَا تَحْوِيهِ الْأَمَاكِنُ لِعَظَمَتِهِ، وَلَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ لِجَلَالِهِ، مُمْتَنِعٌ مِنَ الْأَوْهَامِ أَنْ تَسْتَغْرِقَهُ، وَعَنِ الْأَذْهَانِ أَنْ تَتَمَثَّلَهُ.

  وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: فَلَيْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ، وَلَا حَدٌّ يُضْرَبُ لَهُ فِيهِ بِالْأَمْثَالِ كَلَّ دُونَ صِفَاتِهِ تَحَابِيرُ اللُّغَاتِ، وَضَلَّ هُنَالِكَ تَصَارِيفُ الصِّفَاتِ، وَحَارَ دُونَ مَلَكُوتِهِ


(١) رواها أبو حنيفة الدِّينَوري في الأخبار الطوال صفحة ٢٠٨، والطبري في تاريخ الرسل والملوك ٥/ ٦٥ - ٦٦ وابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد ٢/ ٢٣٢ واليافعي في مرآة الجنان ١/ ٩٥ وابن الجوزي في المنتظم ٥/ ١٢٦ وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٦/ ٣٠٦ - ٣١٧ وابن الأثير في الكامل في التاريخ ٢/ ٦٧٩ والشهيد حميد في الحدائق الوردية ١/ ١٢٥ وابن أبي الحديد في شرح النهج ٢/ ٢٧٩ والسيد العلامة المجتهد علي بن محمد العجري ¦ في المنتزع المختار فيما يتعلق بالاعتقادات من الأحاديث والآثار ص ٩٥.