عَمِيقَاتُ مَذَاهِبِ التَّفْكِيرِ، وَانْقَطَعَ دُونَ الرُّسُوخِ فِي عِلْمِهِ جَوَامِعُ التَّفْسِيرِ، وَحَالَ دُونَ غَيْبِهِ الْمَكْنُونِ حُجُبٌ مِنَ الْغُيُوبِ، تَاهَتْ فِي أَدْنَى أَدَانِيهَا طَامِحَاتُ الْعُقُولِ⁣^(⁣١).

  وَاحِدٌ لَا بِعَدَدٍ، دَائِمٌ لَا بِأَمَدٍ، قَائِمٌ لَا بِعَمَدٍ، لَيْسَ بِجِنْسٍ فَتُعَادِلَهُ الْأَجْنَاسُ، وَلَا بِشَبَحٍ فَتُضَارِعَهُ الْأَشْبَاحُ، لَيْسَ لَهَا مَحِيصٌ عَنْ إِدْرَاكِهِ لَهَا، وَلَا خُرُوجٌ عَنْ إِحَاطَتِهِ بِهَا، وَلَا احْتِجَابٌ عَنْ إِحْصَائِهِ لَهَا، وَلَا امْتِنَاعٌ مِنْ قُدْرَتِهِ عَلَيْهَا، كَفَى بِإِتْقَانِ صُنْعِهِ لَهَا آيَةً، وَبِتَرْكِيبِ خَلْقِهَا عَلَيْهِ دَلَالَةً، وَبِحُدُوثِ مَا فَطَرَ عَلَى قِدَمِهِ شَهَادَةً، فَلَيْسَ لَهُ حَدٌّ مَنْسُوبٌ، وَلَا مَثَلٌ مَضْرُوبٌ، وَلَا شَيْءٌ هُوَ عَنْهُ مَحْجُوبٌ، تَعَالَى عَنْ ضَرْبِ الْأَمْثَالِ وَالصِّفَاتِ الْمَخْلُوقَةِ عُلُوًّا كَبِيرًا)⁣^(⁣٢).

  ٣٦٣ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن أيوب البَجَلِي، قال: حدثنا علي بن عبدالعزيز العُكْبري، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن تميم بن أبي ربيعة الرياحي، عن زيد بن علي، عن أبيه $:

  أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ @ خَطَبَ أَصْحَابَهُ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: (أَيُّهَا النَّاسُ، خُطَّ الْمَوْتُ عَلَى بَنِي آدَمَ كَخَطِّ الْقِلَادَةِ عَلَى جِيدِ الْفَتَاةِ، مَا أَوْلَعَنِي بِالشَّوْقِ إِلَى أَسْلَافِي اشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ # إِلَى يُوسُفَ وَأَخِيهِ! وَإِنَّ لِي مَصْرَعًا أَنَا لَاقِيهِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَوْصَالِي تُقَطِّعُهَا وُحُوشُ الْفَلَوَاتِ غُبْرًا وَعُفْرًا، قَدْ مَلَأَتْ مِنِّي أَكْرَاشَهَا، رِضَا اللهِ رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَصَبْرًا عَلَى بَلَائِهِ لِيُوَفِّيَنَا أُجُورَ الصَّابِرِينَ، لَنْ يَشُذَّ عَنْ

(١) رواها إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي في الغارات ١/ ٩٨ - ١٠١.

(٢) رواها السيد الإمام أبو العباس الحسني # وعنه الإمام أبو طالب # والشيخ علي بن بلال ¥ في شرح الأحكام وهي في إعلام الأعلام ص ٣٠، والشهيد حميد في الحدائق الوردية ١/ ١٠٦ والسيد العلامة الأوحد الحسن بن الحسين بن محمد ¦ في التعليق الوافي على الشافي ٣/ ٦٢٠ والسيد العلامة المجتهد علي بن محمد العجري ¦ في المنتزع المختار فيما يتعلق بالاعتقادات من الأحاديث والآثار ص ٣١، والسيد العلامة محمد بن الحسن العجري | في الصحيح والسيد العلامة محمد بن يحيى المطهر | في المختار من صحيح الأحاديث والآثار ص ٦٩١، وابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد ٤/ ١٦٣ - ١٦٦، والصدوق في التوحيد ص ٦٩، والمحمودي في نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة ١/ ٥٧٧ - ٥٧٩.