الباب الرابع عشر في الخطب والمواعظ وما يتصل بذلك
  رَسُولِ اللهِ حُرْمَتُهُ وَعِتْرَتُهُ، وَلَنْ تُفَارِقَهُ أَعْضَاؤُهُ، وَهِيَ مَجْمُوعَةٌ لَهُ فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ، تَقَرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ، وَتُنْجَزُ بِهِمْ عِدَتُهُ، مَنْ كَانَ فِينَا بَاذِلًا مُهْجَتَهُ فَلَيَرْحَلْ؛ فَإِنِّي رَاحِلٌ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ) ثم نهض إلى عدوه فاستشهد À(١).
  ٣٦٤ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: حدثنا أحمد بن علي الكَرَجِي(٢)، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سلَّام يذكر أن إبراهيم بن سليمان حدثهم عن علي بن أسباط المصري، قال: حدثنا الحسن بن علي البكري، عن عبدالرحمن بن جُنْدُبِ بن عبدالله الأزدي، عن أبيه قال:
  سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا # يَخْطُبُ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ يَقُولُ:
  (الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، لَا نُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا وَلَا وَلِيًّا، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَا مَقْنُوطٌ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلَا مَخْلُوٌّ مِنْ نِعْمَتِهِ، وَلَا مُسْتَنْكَفٌ عَنْ عِبَادَتِهِ، بِكَلِمَاتِهِ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ، وَاسْتَقَرَّتِ الْأَرَضُونَ، وَثَبَتَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي، وَجَرَتِ الرِّيَاحُ اللَّوَاقِحُ، وَسَارَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ السَّحَابُ، وَقَامَتْ عَلَى حُدُودِهَا الْبِحَارُ، قَاهِرٌ يَخْضَعُ لَهُ الْمُتَعَزِّزُونَ، وَيَذِلُّ طَوْعًا وَكَرْهًا لَهُ الْعَالَمُونَ، نَحْمَدُهُ كَمَا حَمِدَ نَفْسَهُ، وَكَمَا رَبُّنَا أَهْلُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ.
  وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يَعْلَمُ مَا تُخْفِي النُّفُوسُ، وَمَا تُجِنُّ الْبِحَارُ، وَمَا تُوارِي الْأَسْرَارُ، وَمَا تَغِيظُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ، وَنَسْتَهْدِي اللهَ الْهُدَى، وَنَعُوذُ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَالرَّدَى.
  وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَنَبِيُّهُ وَرَسُولُهُ إِلَى خَلْقِهِ، وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِهِ، قَدْ بَلَّغَ
(١) رواه السيد الإمام أبو العباس الحسني # في المصابيح ص ٣٧١ والشهيد حميد بن أحمد المحلي ¥ في الحدائق الوردية ١/ ١٩٧ والإمام مجدالدين المؤيدي # في التحف شرح الزلف ص ٦٧، والآبي في نثر الدر ١/ ٢٢٨، والموفق الخوارزمي في مقتل الحسين # ٢/ ٧ - ٨.
(٢) الْكَرَجِيُّ بفتح الكاف والراء والجيم في آخرها، هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل بين أصبهان وهمذان. (الأنساب للسمعاني ١١/ ٦٦).