الباب التاسع عشر في الدعاء وما يتصل بذلك
  فَقُومِي فَافْتَحِي لَهَا الْبَابَ» فَفَتَحَتْ لَهَا الْبَابَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ Á: «يَا فَاطِمَةُ؛ لَقَدْ أَتَيْتِنَا فِي سَاعَةٍ مَا عَوَّدْتِينَا أَنْ تَأْتِينَا فِي مِثْلِهَا» فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ هَذِهِ الْمَلَائِكَةَ طَعَامُهَا التَّسْبِيحُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّمْجِيدُ، فَمَا طَعَامُنَا؟ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا اقْتُبِسَ لِآلِ مُحَمَّدٍ نَارٌ مِنْذُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، وَلَقَدْ أَتَتْنَا أَعْنُزٌ(١) فَإِنْ شِئْتِ فَخَمْسَةُ أَعْنُزٍ وَإِنْ شِئْتِ عَلَّمْتُكِ خَمْسَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهُنَّ جِبْرِيلُ #» قَالَتْ: بَلْ عَلِّمْنِي الْخَمْسَ كَلِمَاتٍ الَّتِي عَلَّمَكَهُنَّ جِبْرِيلُ، قَالَ: «قُولِي: يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ، وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ، وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينَ، وَيَا رَازِقَ الْمَسَاكِينَ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ» فَانْصَرَفَتْ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى عَلِيٍّ #، فَقَالَ: مَا وَرَاءَكِ؟ قَالَتْ: ذَهَبْتُ مِنْ عِنْدِكَ إِلَى الدُّنْيَا، وَأَتَيْتُكَ بِالْآخِرَةِ، قَالَ: خَيْرُ أَيَّامِكِ خَيْرُ أَيَّامِكِ(٢).
  ٤٤٩ - وبه قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني عبدالله بن عبدالصمد، قال: حدثني الحسين بن عُلْوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «سَلُوا اللهَ السَّدَادَ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَعْمَلُ الدَّهْرَ الطَّوِيلَ عَلَى الْجَادَّةِ مِنْ جَوَادِّ الْجَنَّةِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ دُؤُوبًا دُؤُوبًا(٣) إِذِ انْبَرَتْ لَهُ الْجَادَّةُ مِنْ جَوَادِّ النَّارِ فَيَعْمَلُ عَلَيْهَا، وَيَتَوَجَّهُ إِلَيْهَا، فَلَا يَزَالُ دُؤُوبًا دُؤُوبًا حَتَّى يُخْتَمَ لَهُ بِهَا فَيَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَعْمَلُ الدَّهْرَ الطَّوِيلَ عَلَى الْجَادَّةِ مِنْ جَوادِّ النَّارِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ دُؤُوبًا دُؤُوبًا إِذِ انْبَرَتْ لَهُ الْجَادَّةُ مِنْ جَوَادِّ الْجَنَّةِ فَيَتَوَجَّهُ إِلَيْهَا، وَيَعْمَلُ عَلَيْهَا فَلَا يَزَالُ
(١) وفي نخ: أتينا بأعنز.
(٢) أخرجه الإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية ١/ ٣٢٤، وأبو الفرج الثقفي في فوائده صفحة ١٣٧، وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب ٢/ ١٤٨ والطبراني في الدعاء صفحة ٣١٩، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين، ١/ ٤٠٣، والمتقي الهندي في كنز العمال ٢/ ٦٧٠.
(٣) الدَّأبُ: العادَة والْمُلازَمَة. يُقَالُ: مَا زَالَ ذَلِكَ دِينَكَ ودَأْبَكَ، ودَيْدَنَكَ ودَيْدَبُونَكَ، كلُّه مِنَ العادَة. (لسان العرب).