الباب التاسع عشر في الدعاء وما يتصل بذلك
  وَحَفِظْتُ مِنْهُ: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ(١) إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ»(٢).
  وَتَنَاوَلْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلْتُهَا فِي فَمِي، فَأَخْرَجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِلُعَابِهَا مِنْ فِيَّ، فَقَذَفَهَا فِي التَّمْرِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ لِهَذَا الصَّبِيِّ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ: «إِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَهُمُ الصَّدَقَةُ»(٣).
  ٤٥١ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: حدثنا أبو العباس الحسني |، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحديدي(٤)، قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، قال: حدثنا عبيدالله بن محمد العبسي(٥)، قال: سمعت شيخا من عبد القيس، يقول: قال طاووس: دَخَلْتُ الْحِجْرَ - أَرَاهُ قَالَ: لَيْلًا - فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ @ قَدْ دَخَلَهُ فَقَامَ يُصَلِّي، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ سَجَدَ، قَالَ: فَقُلْتُ: رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْخَيْرِ لَأَسْتَمِعَنَّ اللَّيْلَةَ إِلَى دُعَائِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ:
(١) الرَّيْبُ: الشَّكُّ. والرَّيْبُ: ما رَابَكَ من أمر، والاسم الرِّيبةُ بالكسر، وهى التُهمة والشكّ. ورَابَنِي فلانٌ، إذا رأيتَ منه ما يَرِيبكَ وتَكْرَهه. وارتاب فيه، أي شَكَّ. (الصحاح ١/ ١٤١).
(٢) رواه الإمام المؤيد بالله في شرح التجريد ١/ ٤٦٦ مرسلا لأن الخبر من المتواتر المعنوي كما هو معلوم والإمام أحمد بن سليمان في أصول الأحكام ٢٣٩/ ١، والإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٤٧، والأمير الحسين في شفاء الأوام ١/ ٤٣٢ كذلك. وأبو داود الطيالسي في مسنده ٢/ ٤٩٩ والترمذي في السنن ٤/ ٢٤٩ والشهاب القضاعي في مسنده ١/ ١٨٦، والطحاوي في شرح مشكل الآثار ٥/ ٣٨٨ والحاكم في المستدرك ٤/ ١١٠.
(٣) رواه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد ٢/ ١٧١ والإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام ١/ ٣٦٨ والأمير الحسين # في شفاء الأوام ٢/ ٧٤ وأبو داود الطيالسي في مسنده ٢/ ٤٩٨ وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٢/ ٤٢٨ وابن خزيمة في صحيحه ٤/ ٥٩ والدارمي في مسنده ١/ ٥١٤ وفي سننه ٢/ ٩٩٢ والطحاوي في شرح معاني الآثار ٢/ ٦ والبزار في مسنده ٤/ ١٧٨، والدولابي في الكنى والأسماء ٢/ ٥٠٠.
(٤) قال ابن حجر في تبصير المتنبه بتحرير المشتبه ١/ ٣١١ هو بالحاء المهملة وقال ابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه ٢/ ٢٥٤ بالحاء المهملة المفتوحة مع كسر ثانيه.
(٥) والصواب الْعَيَشِيُّ وهو: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ الْعَيَشِيُّ. والعيشي نسبة إلى عائشة بنت طلحة بن عبيدالله.