تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب التاسع عشر في الدعاء وما يتصل بذلك

صفحة 363 - الجزء 1

  وَحَفِظْتُ مِنْهُ: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ⁣(⁣١) إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ»⁣(⁣٢).

  وَتَنَاوَلْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلْتُهَا فِي فَمِي، فَأَخْرَجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِلُعَابِهَا مِنْ فِيَّ، فَقَذَفَهَا فِي التَّمْرِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ لِهَذَا الصَّبِيِّ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ: «إِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَهُمُ الصَّدَقَةُ»⁣(⁣٣).

  ٤٥١ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: حدثنا أبو العباس الحسني |، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحديدي⁣(⁣٤)، قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، قال: حدثنا عبيدالله بن محمد العبسي⁣(⁣٥)، قال: سمعت شيخا من عبد القيس، يقول: قال طاووس: دَخَلْتُ الْحِجْرَ - أَرَاهُ قَالَ: لَيْلًا - فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ @ قَدْ دَخَلَهُ فَقَامَ يُصَلِّي، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ سَجَدَ، قَالَ: فَقُلْتُ: رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْخَيْرِ لَأَسْتَمِعَنَّ اللَّيْلَةَ إِلَى دُعَائِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ:


(١) الرَّيْبُ: الشَّكُّ. والرَّيْبُ: ما رَابَكَ من أمر، والاسم الرِّيبةُ بالكسر، وهى التُهمة والشكّ. ورَابَنِي فلانٌ، إذا رأيتَ منه ما يَرِيبكَ وتَكْرَهه. وارتاب فيه، أي شَكَّ. (الصحاح ١/ ١٤١).

(٢) رواه الإمام المؤيد بالله في شرح التجريد ١/ ٤٦٦ مرسلا لأن الخبر من المتواتر المعنوي كما هو معلوم والإمام أحمد بن سليمان في أصول الأحكام ٢٣٩/ ١، والإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٤٧، والأمير الحسين في شفاء الأوام ١/ ٤٣٢ كذلك. وأبو داود الطيالسي في مسنده ٢/ ٤٩٩ والترمذي في السنن ٤/ ٢٤٩ والشهاب القضاعي في مسنده ١/ ١٨٦، والطحاوي في شرح مشكل الآثار ٥/ ٣٨٨ والحاكم في المستدرك ٤/ ١١٠.

(٣) رواه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد ٢/ ١٧١ والإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام ١/ ٣٦٨ والأمير الحسين # في شفاء الأوام ٢/ ٧٤ وأبو داود الطيالسي في مسنده ٢/ ٤٩٨ وأبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ٢/ ٤٢٨ وابن خزيمة في صحيحه ٤/ ٥٩ والدارمي في مسنده ١/ ٥١٤ وفي سننه ٢/ ٩٩٢ والطحاوي في شرح معاني الآثار ٢/ ٦ والبزار في مسنده ٤/ ١٧٨، والدولابي في الكنى والأسماء ٢/ ٥٠٠.

(٤) قال ابن حجر في تبصير المتنبه بتحرير المشتبه ١/ ٣١١ هو بالحاء المهملة وقال ابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه ٢/ ٢٥٤ بالحاء المهملة المفتوحة مع كسر ثانيه.

(٥) والصواب الْعَيَشِيُّ وهو: عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ الْعَيَشِيُّ. والعيشي نسبة إلى عائشة بنت طلحة بن عبيدالله.