الباب السابع والعشرون في فضل الجهاد والمجاهدين وما يتصل بذلك
  زياد الضَّبِّي، قال: حدثنا قاسم بن الضحاك، قال: حدثني معاوية بن سفيان المازني، قال: حدثنا إبراهيم بن سويد النخعي قال:
  سَأَلْتُ أَبَا حَنِيفَةَ - وَكَانَ لِي مُكْرِمًا - أَيَّامَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبدالله بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ $، فَقُلْتُ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ الْخُرُوجُ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، أَوِ الْحَجُّ؟ فَقَالَ: غَزْوَةٌ بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ مِنْ خَمْسِينَ حَجَّةً(١).
  ٦٠٢ - وبه قال: حدثنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: حدثني أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر، قال: حدثني علي بن محمد النخعي، قال: حدثني سليمان بن إبراهيم المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحم الْمِنْقَرِي، قال: حدثني إبراهيم بن الزِّبْرِقان التيمي، قال: حدثني أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي، قال: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب $ قال:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «لِلْشَّهِيدِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ: فَأُولَى دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِهِ: أَنْ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ قَبْلَ خُرُوجِ نَفْسِهِ لِيُهَوَّنَ عَلَيْهِ مَا بِهِ.
  وَالثَّانِيَةُ: أَنْ تَبْرُزَ لَهُ زَوْجَتُهُ مِنْ حُورِ الْجَنَّةِ فَتَقُولُ لَهُ: أَبْشِرْ يَا وَلِيَّ اللهِ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِمَّا عِنْدَ أَهْلِكَ.
  وَالثَّالِثَةُ: إِذَا خَرَجَتْ نَفْسُهُ جَاءَهُ خَدَمُهُ مِنَ الْجَنَّةِ فَوُلُّوا غَسْلَهُ، وَكَفَّنُوهُ وَطَيَّبُوهُ مِنْ طِيبِ الْجَنَّةِ.
  وَالرَّابِعَةُ: أَنَّهُ لَا يَهُونُ عَلَى مُسْلِمٍ خُرُوجُ نَفْسِهِ مِثْلَ مَا يَهُونُ عَلَى الشَّهِيدِ.
  وَالْخَامِسَةُ: أَنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَشْخُبُ مِسْكًا، فَيُعْرَفُ الشُّهَدَاءُ بِرَائِحَتِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
  وَالسَّادِسَةُ: أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَقْرَبَ مَنْزِلًا مِنْ عَرْشِ الرَّحْمَنِ مِنَ الشَّهِيدِ.
  وَالسَّابِعَةُ: أَنَّ لَهُمْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ زَوْرَةً، فَيُحَيَّونَ تَحِيَّةَ الْكَرَامَةِ، وَيُتْحَفُونَ بِتُحَفِ
(١) رواه أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين ص ٣٢٤، والإمام المنصور بالله # في كتاب الشافي ١/ ٥٢٩، ورواه الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق ١/ ٢٤٧.