تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب التاسع والعشرون فيما جاء في الأمراء ومن يتولى على الناس وما يتصل بذلك

صفحة 462 - الجزء 1

  ٦٣١ - وبهذا الإسناد إلى السيد أبي طالب ¥، قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد البحري سنة خمسين وثلاثمائة، قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي ببغداد إملاء، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كَثِير بن مرة قال:

  قَالَ النَّبِيُّ ÷: «إِنَّ السُّلْطَانَ ظِلُّ اللهِ فِي الْأَرْضِ⁣(⁣١) يَأْوِي إِلَيْهِ كُلُّ مَظْلُومٍ مِنْ عِبَادِي⁣(⁣٢)، فَإِذَا عَدَلَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الشُّكْرُ، وَإِذَا جَارَ كَانَ عَلَيْهِ الْإِصْرُ وَعَلَى الرَّعِيَّةِ الصَّبْرُ»⁣(⁣٣).

  ٦٣٢ - وبه قال: أخبرنا حَمْد بن عبدالله بن محمد، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحْمَسِي، قال: حدثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن عياش الحمصي، قال: حدثنا حنش الرحبي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «مَنْ أَعَانَ بِبَاطِلٍ لِيُبْطِلَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ، وَمَنْ مَشَى إِلَى سُلْطَانِ اللهِ فِي الْأَرْضِ لِيُذِلَّهُ - وَسُلْطَانُ اللهِ فِي الْأَرْضِ كِتَابُهُ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ - أَذَلَّ اللهُ رَقَبَتَهُ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَعَ مَا ذُخِرَ لَهُ مِنَ الْخِزْيِ، وَمَنِ اسْتَعْمَلَ عَامِلًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ فِي الْمُسْلِمِينَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْهُ وَأَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ فَقَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَجَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ تَوَلَّى شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ لَمْ


(١) قال أبو موسى المديني في المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث ١/ ٨٠١: «السُّلطان ظِلُّ اللهِ ورُمحُه في الأرضِ». استوعَب بهاتَيْن الْكَلِمَتَين نَوعَى ما عَلَى الْوَالِى للرَّعِيَّة: أَحَدُهما: الِإعانة للانْتِصار من الظَّالم، والانْتِصافُ من الْمُعْتَدِي ... إلخ. وقال ابن الأثير النهاية في غريب الحديث والأثر ٣/ ١٦٠: «السُّلطانُ ظِلُّ اللهِ فِي الْأَرْضِ»؛ لِأَنَّهُ يَدْفَعُ الأذَى عَنِ النَّاسِ كَمَا يَدْفَع الظِّلُّ أَذَى حَرِّ الشمسِ. وَقَدْ يُكَنَّى بالظِّلِّ عَنِ الْكَنَف والناحِية.

(٢) عِبَادِ اللهِ. نسخة «ب» وذلك أنه خدش الياء وكتب بدلها لفظ الجلالة اللهِ.

(٣) أخرجه ابن زنجويه في الأموال ١/ ٧٧، وأخرجه ابن عدي في الكامل ٤/ ٤٠٢، ومن طريقه البزار في مسنده ٢١/ ١٧، والبيهقي في شعب الإيمان ٩/ ٤٧٥.