الباب الثلاثون في بر الوالدين وصلة الرحم وما يتصل بذلك
  مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ زِدْنِي، قَالَ: «لَا تَفِرَّ مِنَ الزَّحْفِ؛ فَإِنَّ مَنْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ» قَالَ: يا رَسُولَ اللهِ؛ زِدْنِي، قَالَ: «أَخِفْ أَهْلَكَ فِي اللهِ، وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ»(١) يَعْنِي: الْمَوْعِظَةَ(٢).
  ٦٤٨ - وبه قال(٣): أخبرنا أبو أحمد عبدالله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا حمزة بن العباس بن الربيع الجوهري بمصر، قال: حدثنا إسحاق بن وهب الطُّهُرْمُسِي، قال: حدثنا حمزة بن وهب، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر:
  عَنْ رَسُولِ اللهِ ÷ قَالَ: «لَرَدُّ دَانِقٍ(٤) مِنْ حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ سَبْعِينَ حَجَّةً مَبْرُورَةً»(٥).
  ٦٤٩ - وبه قال: حدثنا أبو سعد عبيدالله بن محمد بن بدر الكَرَجِي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا
(١) أخرجه عفان بن مسلم الصَّفَّار في جزء أحاديثه ص ٢٨٥، من طريق سلَّامٍ أبي المنذر عن محمد بن واسع وأخرجه أحمد بن حنبل من طريق شيخه عفان بن مسلم بإسناده، وأخرجه هناد بن السري في الزهد ٢/ ٤٩٢ من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن أبي ذر.
(٢) قال أبو عُبيد القاسم بن سلَّام في غريب الحديث ١/ ٣٤٤ - ٣٤٥: «لَا ترفع عصاك عَنْ أهلك» قَالَ الْكسَائي وَغَيرُه: يُقَال: إِنَّه لم يرد الْعَصَا الَّتِي يضْرب بهَا، وَلَا أَمر أحداً قطّ بذلك، وَلكنه أَرَادَ الْأَدَب. قَالَ أَبُو عبيد: وأصل الْعَصَا: الِاجْتِمَاع والائتلاف، وَمِنْه قيل للخوارج: قد شَقُّوا عَصا الْمُسلمين، أَي: فرقوا جَمَاعَتهمْ، ثم قال: وَمِنْه قيل للرجل إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ وَاطْمَأَنَّ بِهِ وَاجْتمعَ إِلَيْهِ أمره: قد ألقى عصاه؛ فَكَانَ وَجه الْحَدِيث أَنه أَرَادَ بقوله: «لَا ترفع عصاك عَنْ أهلك» أَي: امنعهم من الْفساد وَالِاخْتِلَاف وأدِّبهم، وَقد يُقَال للرجل إِذا كَانَ رَفِيقًا حسن السياسة لما ولي: إِنَّه للين الْعَصَا. (منه باختصار).
(٣) هذا الحديث ليس من هذا الباب بل من الباب الثامن والأربعين في التحذير من الظلم، مذكور هناك سندًا ومتنًا. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).
(٤) قال في مختار الصحاح: الدانق بفتح النون وكسرها سدس الدرهم.
(٥) رواه الأمير الحسين # في ينابيع النصيحة ص ٥٦٥، وفي شفاء الأوام ١/ ٥٥٢ وقال معنى مبرورة أي: خالصة من الإثم، والدانق: قيراطان. وأخرج قريبًا منه أبو الحسن الحربي في الثالث من الفوائد المنتقاة ص ٥٢، وأبو يعلى الخليلي في الإرشاد في معرفة علماء الحديث ١/ ٥١٤، والدَّيْلَمي في الفردوس ٤/ ٩٥٣، وأبو نعيم الأصبهاني في الضعفاء ص ١٦، والزمخشري في ربيع الأبرار ونصوص الأخيار ٣/ ٨٠٣، وغيرهم كثير.