الباب السابع والثلاثون في الأدب والإرشاد إلى مكارم الأخلاق وما يتصل بذلك
  ٧٥٢ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: حدثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور بن المنجم، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق البغوي، قال: أخبرني دِعْبِل(١) قال:
  أَرَدْتُ الِانْحِدَارَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَأَتَيْتُ مَشْرَعَتَكُمْ هَذِهِ، فَرَكِبْتُ زَوْرَقًا، وَأَقَمْتُ فِيهِ عِنْدَ قَصْرِ حُمَيدٍ الطُّوسِيِّ، وَكَتَبْتُ إِلَى أَبِي نَهْشَلِ بْنِ حُمَيدٍ رُقْعَةً، أُخْبِرُهُ فِيهَا بِانْحِدَارِي إِلَى الْبَصْرَةِ وَأَسْأَلُهُ مَعُونَتِي عَلَى سَفَرِي بِمَا انْبَسَطَتْ يَدُهُ بِهِ، وَكَانَ أَدِيبًا عَاقِلًا جَوَادًا، فَوَجَّهَ إِلَيَّ بِمِنْدِيلٍ فِيهِ ثِيَابٌ وَصُرَّةٌ فِيهَا أَرْبَعُونَ دِينَارًا، وَكَتَبَ إِلَيَّ: [الكامل]
  أَعْجَلْتَنَا فَأَتَاكَ عَاجِلُ بِرِّنَا ... قُلًّا وَلَوْ أَنْظَرْتَنَا لَمْ نُقْلِلِ
  فَخُذِ الْقَلِيلَ وَكُنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَقُلْ ... وَنَكُونُ نَحْنُ كَأَنَّنَا لَمْ نَفْعَلِ(٢)
  ٧٥٣ - وبه قال: حدثنا حَمْد بن عبدالله بن محمد قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرَةَ الأحْمَسِي، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن داود بن عبدالله، عن ابن جدعان، عن جدته، عن أم سلمة قالت:
  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ»(٣).
(١) مات دعبل سنة ٢٤٦ طعن غيلة بحربة في قدمه، له ديوان شعر وله كتاب طبقات الشعراء، وهو من كبار الشيعة وله القصيدة المشهورة التائية:
مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومجلس وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى ... وبالركن والتعريف والجمرات
تمت (هامش هـ).
(٢) رواه العنسي في الإرشاد إلى نجاة العباد ص ١٢٥، وقد رويت القصة من أوجه مختلفة انظر كتاب الأغاني ٢٠/ ٣٣٧، ورسائل الثعالبي ص ١٢، وحماسة الظرفاء ص ٤١، ومحاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء ١/ ٦٨٧، وتاريخ بغداد ٨/ ٣٨٠، وتاريخ دمشق ٢٩/ ٢٢٣، المنتظم ١١/ ٣٤٣، و تاريخ حلب ٧/ ٣٥٢٣.
(٣) رواه الترمذي في السنن ت شاكر ٥/ ١٢٦، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ١٢/ ٣٣٣، والطبراني في المعجم الكبير ٢٣/ ٣٧٦، وأبو عثمان الْبَحِيرِيُّ في الثالث من فوائده ص ٦، وأبو الشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث ص ٥٨، والزركشي في التذكرة في الأحاديث المشتهرة (اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة) ١/ ٨٥، والمزي في تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ١٣/ ٦٦.