تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الحادي والأربعون في ذكر أخبار عبد المطلب وأبي طالب وما يتصل بذلك

صفحة 558 - الجزء 1

  حدثنا أحمد بن محمد بن سالم المكي، عن عبدالله بن محمد القرشي، قال: حدثنا الحسن بن شاذان الواسطي قال⁣(⁣١): حدثنا يعقوب بن محمد النهري، عن عبدالعزيز بن عمران، عن عبدالله بن جعفر المخزومي، عن أبي عون مولى مسور بن مخرمة، عن مسور، عن ابن عباس، عن أبيه، قال:

  قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَنَزَلْتُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَبَصُرَ بِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الزَّبُورِ فَجَاءَنِي، فَقَالَ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَكَانٍ مِنْكَ؟ قُلْتُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ عَوْرَةً، فَنَظَرَ فِي إِحْدَى مِنْخَرَيَّ، ثُمَّ فِي الْأُخْرَى، فَقَالَ: أَرَى فِي إِحْدَاهُمَا نُبُوَّةً، وَفِي الْأُخْرَى مُلْكًا، وَإِنَّا نَجِدُهُمَا فِي زُهْرَةَ، فَمَا هَذَا؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: أَلَكَ شَاعَةٌ؟ قُلْتُ: مَا الشَّاعَةُ؟ قَالَ: زَوْجَةٌ، قُلْتُ: لَا، قَالَ: إِذَا قَدِمْتَ إِلَى بَلَدِكَ فَتَزَوَّجْ إِلَى زُهْرَةَ، قَالَ: فَعَمَدَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَتَزَوَّجَ بِهَالَةَ بِنْتِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ⁣(⁣٢)، وَزَوَّجَ ابْنَهُ عبدالله آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ رَسُولَ اللهِ ÷(⁣٣)، ثُمَّ قُيِّضَتْ لَهُ حَلِيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ⁣(⁣٤).


(١) الصواب: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عبدالعزيز بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ عبدالله بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيِّ، عَنِ أَبِي عَوْنٍ مَوْلَى الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ.

(٢) حصل سقط في رواية الأمالي وهو هذه الجملة: «فَوَلَدَتْ لَهُ حَمْزَةَ وَصَفِيَّةَ،» وهي موجودة في المصابيح والأمالي الاثنينية وبقية مصادر الخبر.

(٣) قوله: «ثُمَّ قُيِّضَتْ لَهُ حَلِيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ» هو من السيد أبي العباس الحسني وليس من راوي الخبر وقد ذكره في المصابيح ص ١٠٩ في بداية حديثه عن رضاع حليمة السعدية للرسول ÷: ثم قيضت له حليمة بنت أبي ذؤيب وذلك على عامة الناس فكانت حليمة تحدث بأن الناس كانوا زمن مولد رسول الله في شدة شديدة ..... الخ. ويؤكد ذلك أنه لا يوجد في أي الروايات في المصادر الأخرى، وأن حديث الحبر من أهل الكتاب لم يتطرق إلى ذكر ذلك.

(٤) رواه السيد الإمام أبو العباس الحسني في المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت ص ١٠٨، والإمام المرشد بالله # في الأمالي الإثنينية ص ٧٦، والإمام المنصور بالله # في كتاب الشافي ٢/ ٩٩، وأبو بكر الشافعي في الفوائد الشهير بالغيلانيات ١/ ٢٧٢، وابن الأعرابي في معجمه ٢/ ٧٥٨، والحاكم في المستدرك ٢/ ٦٥٦، والطبراني في المعجم الكبير ٣/ ١٣٧، وأبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة ص ١٢٩، والبيهقي في دلائل النبوة ١/ ١٠٦، وابن سيد الناس في عيون الأثر ١/ ٧٤، والسيوطي في الخصائص الكبرى ١/ ٦٨.