تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الحادي والأربعون في ذكر أخبار عبد المطلب وأبي طالب وما يتصل بذلك

صفحة 561 - الجزء 1

  وَقَالَ أَيْضًا: [الطويل]

  أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا وَجَدْنَا مُحَمَّدًا ... نَبِيًّا كَمُوسَى خُطَّ فِي أَوَّلِ الْكُتْبِ

  أَلَيْسَ أَبُونَا هَاشِمٌ شَدَّ أَزْرَهُ ... وَأَوْصَى بَنِيهِ بِالطِّعَانِ وَبِالضَّرْبِ⁣(⁣١)

  ٧٨٨ - وبه قال: رُوِيَ مِنْ جِهَاتٍ كَثِيرَةٍ أَنَّ قُرَيْشًا اسْتَسْقَتْ بِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَوَقَفَ أَمَامَهُمْ عِنْدَ الْبَابِ، فَقَالَ بَعْدَ رَفْعِ يَدَيْهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ، وَوَاسِعٌ غَيْرُ مُبْخِلٍ، وَهَؤُلَاءِ عِبَادُكَ وَإِمَاؤُكَ بِعَرَصَاتِ حَرَمِكَ يَشْكُونَ إِلَيْكَ سَنَتَهُمُ الَّتِي أَذَابَتْ لُحُومَهُمْ، وَأَوْهَنَتْ عِظَامَهُمْ، فَاسْمَعِ اللَّهُمَّ وَأَمْطِرْ عَلَيْهِمْ مَطَرًا مُغْدِقًا، مُنْبِتًا، هَنِيئًا، وَأَمَّنَ الْقَوْمُ أَجْمَعُونَ، فَمَا بَرِحُوا مَكَانَهُمْ حَتَّى تَدَفَّقَتِ السَّمَاءُ بِعَزَالِيهَا⁣(⁣٢)، وَفَاضَتِ الْأَوْدِيَةُ بِمَائِهَا، فَقَامَ إِلَيْهِ شِيخَانُ قُرَيْشٍ وَأَجَلَّتُهَا يَتَمَسَّحُونَ بِهِ وَيَقُولُونَ: هَنِيئًا لَكَ أَبَا الْبَطْحَاءِ⁣(⁣٣).


= بنت مرّ الخثعمية، فرأت نُورَ النبوَّةِ في وَجْهِ عبدالله، فقالت له يا فتى: هل لكَ أن تَقَعَ عليَّ الآنَ وأعطيك مائة من الإبل، فقال شعرًا:

أمَّا الحرامُ فالمماتُ دونَه ... والْحِلّ لا حِلَّ فأستبينه

فكَيْفَ بالأَمْرِ الذي تَبْغِينه ... يحمي الكريمُ عِرْضَهُ ودينَه

إلى آخر القصة، وقد ذكرها الإمام أبو طالب في أماليه. انتهى (من الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).

(١) انظر فيما رواه ابن هشام في السيرة ١/ ٣٥٣، والآبي في نثر الدر في المحاضرات ١/ ٢٧٦، والجرّاوي في الحماسة المغربية ١/ ١٠٥، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ٣/ ١٣٢، وابن كثير في البداية والنهاية ط هجر ٤/ ٢١٤.

(٢) العزالي جمع عزلاء، وعزلاء المزادة [وَهُوَ مَخارج الْمَاءِ مِنَ الْمَزادة.] فشبه اتساع المطر بالذي يخرج من فم المزادة. انظر الغريبين لأبي عبيد ٥/ ١٥٧٠ والنهاية لابن الأثير ٢/ ١٢٥.

(٣) رواه محمد بن حبيب البغدادي في المنمق في أخبار قريش ص ١٤٥، وابن الأعرابي في معجمه ٢/ ٧٥٢، وعلي بن مهدي الطبري في نزهة الأبصار ومحاسن الآثار ص ٧٦، والخطابي في غريب الحديث ١/ ٤٣٦ من عدة طرق ثم بين غريب ألفاظه، والماوردي في أعلام النبوة ص ١٨٢، والبيهقي في دلائل النبوة ٢/ ١٥، والسهيلي في الروض الأنف ت السلامي ٣/ ٤٠، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٧/ ١٤٨، والزمخشري في الفائق في غريب الحديث ٣/ ١٥٩، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٧/ ٢٧٠، وقال قد وردت الأخبار الصحيحة ... الخ.