تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الحادي والأربعون في ذكر أخبار عبد المطلب وأبي طالب وما يتصل بذلك

صفحة 562 - الجزء 1

  ٧٨٩ - وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أخبرنا محمد بن جعفر القرداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده $، قال:

  قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «يُبْعَثُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَاحِدَةً، قَالَ: وَكَانَ لَا يَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ، وَلَا يَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَيَقُولُ: أَنَا عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ».

  وَقَالَ ÷: «إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ سَنَّ خَمْسًا مِنَ السُّنَنِ أَجْرَاهَا اللهُ فِي الْإِسْلَامِ: حَرَّمَ نِسَاءَ الْآبَاءِ عَلَى الْأَبْنَاءِ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى قُرْآنًا: {وَلَا تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِلَّا مَا قَدۡ سَلَفَۚ}⁣[النساء: ٢٢] وَسَنَّ الدِّيَةَ فِي الْقَتْلِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ فَجَرَتْ فِي الْإِسْلَامِ، وَكَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ، ثُمَّ يَقِفُ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ فَيَحْمَدُ اللهَ ø وَيُثْنِي عَلَيْهِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَطُوفُ كَمَا شَاءَتْ، قَلَّ أَوْ كَثُرَ، فَسَنَّ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ سَبْعَةً سَبْعَةً، فَجَرَى ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ، وَوَجَدَ كَنْزًا فَأَخْرَجَ مِنْهُ الْخُمُسَ وَتَصَدَّقَ بِهِ، فَجَرَى ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَمَّا حَفَرَ زَمْزَمَ سَمَّاهَا سِقَايَةَ الْحَاجِّ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ: {۞أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ}⁣[التوبة: ١٩]»⁣(⁣١).

  ٧٩٠ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: روى أبو الحسن علي بن مهدي الطبري: أَنَّ رُؤَسَاءَ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا رَأَوْا ذَبَّ أَبِي طَالِبٍ عَنِ النَّبِيِّ ÷ اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ وَقَالُوا: جِئْنَاكَ بِفَتَى قُرَيْشٍ جَمَالًا وَجُودًا وَشَهَامَةً؛ عُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ نَدْفَعُهُ إِلَيْكَ يَكُونُ نَصْرُهُ وَمِيرَاثُهُ لَكَ، وَتَدْفَعُ إِلَيْنَا ابْنَ أَخِيكَ الَّذِي فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَسَفَّهَ أَحْلَامَنَا فَنَقْتُلُهُ.

  فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: وَاللهِ مَا أَنْصَفْتُمُونِي؛ تُعْطُونِي ابْنَكُمْ فَأَغْذُوهُ! وَأُعْطِيكُمُ ابْنِي


(١) رواه السيد الإمام أبو العباس الحسني # في المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت ص ١٦٩، والسيد الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن سليمان بن القاسم الرسي $ في النور الساطع في تفسير سورة النساء ص ٢٠٨، والقندوزي في ينابيع المودة لذوي القربى ٢/ ٣٤٠، والصدوق في الخصال ص ٣١٢، وفي من لا يحضره الفقيه ٤/ ٣٦٥.