تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الأول في ذكر معجزات النبي ÷ ودلائله

صفحة 55 - الجزء 1

  زيد⁣(⁣١)، قال: حدثني بكر بن حارثة⁣(⁣٢)، عن محمد⁣(⁣٣) بن إسحاق، عن عيسى بن عمر⁣(⁣٤)، عن عبدالله بن عمرو الخزاعي⁣(⁣٥)، عن هند⁣(⁣٦) بنت الجَوْن، قالت:

  نَزَلَ رَسُولُ اللهِ ÷ خَيْمَةَ خَالَتِهَا أُمِّ مَعْبَدٍ وَمَعَهُ أَصْحَابٌ لَهُ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ فِي الشَّاةِ مَا قَدْ عَرَفَهُ النَّاسُ⁣(⁣٧)، فَقَالَ⁣(⁣٨) فِي الْخَيْمَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى أَبْرَدُوا، وَكَانَ يَوْمًا قَائِظًا، شَدِيدًا حَرُّهُ، فَلَمَّا قَامَ مِنْ رَقْدَتِهِ دَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ فَأَنْقَاهُمَا، ثُمَّ مَضْمَضَ فَاهُ وَمَجَّهُ إِلَى عَوْسَجَةٍ كَانَتْ إِلَى جَانِبِ خَيْمَةِ خَالَتِها⁣(⁣٩)، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَصْبَحْنَا وَقَدْ غَلُظَتِ الْعَوْسَجَةُ حَتَّى صَارَتْ أَعْظَمَ دَوْحَةٍ، عَادِيَّةً رَأَيْتُهَا، وَشَذَّبَ اللهُ شَوْكَتَهَا، وَسَاخَتْ عُرُوقُهَا، وَاخْضَرَّ سَاقُهَا وَوَرَقُهَا، ثُمَّ أَثْمَرَتْ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَيْنَعَتْ


(١) عمارة بن زيد، أبو زيد الخيواني، الهمداني، وهو من رجال الزيدية فنال منه الناصبة والرافضة أخرج له الناصر ومحمد بن سليمان وأبو العباس وعلي بن بلال وأبو طالب والجرجاني والمرشد بالله والمحيط والحسكاني والجشمي.

(٢) أحد رجال الزيدية الكبار ورواة الأخبار والآثار صاحب الإمام زيد بن علي # الرواي أخباره وله مسائل سأل عنها الإمام زيد توفي بعد ١٢٢ هـ روى عنه عمارة بن زيد وأبو مخنف وغيرهما أخرج له الناصر وأبو طالب وأبو عبدالله العلوي.

(٣) صاحب المغازي، من الأثبات. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).

(٤) في هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #: عيسى بن معمر. الصواب. نخ.

(*) في أكثر من نسخة: عيسى بن عمر. قال في بغية الطالب: عيسى بن عمر، الصواب: عيسى بن معمر الحجازي، ذكره ابن حبان في الثقات، ويحتمل أن يكون عيسى بن عمر هو أبو عمر الكوفي، الضرير، المقري الأسدي الهمداني، مات سنة ست وخمسين ومائة، وثّقه ابن معين، والنسائي وابن حبان، وقال العجلي: كوفي ثقة، ووثقه ابن نمير ووكيع والخطيب، قال الحضرمي: مات ابن عمر القاري مولى بني أسد سنة ست وخمسين ومائة، ذكر هذا في تهذيب التهذيب لابن حجر.

(٥) قال في بغية الطالب: عبدالله بن عمرو الخزاعي، وثّقه ابن حبان.

(٦) صحابية. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).

(٧) قد عرفها الخاص والعام وهي من الأخبار المشهورة انظر مصابيح السيد الإمام أبي العباس الحسني # ص ١٦٠، وذلك أنها كانت شاة عجفاء ليس فيها حليب فمسح ÷ على ضرعها وحلبها.

(٨) من القيلولة.

(٩) في بعض النسخ: «خالته» هنا وفي الموضع السابق. والمثبت من نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #، وكتب بين الأسطر ما لفظه: أي خالة هند وهي أم معبد وليست خالة النبي ÷ كما في بعض نسخ الأمالي فهو وهم، وقد ذكره الحاكم في جلاء الأبصار.