الباب الثالث والأربعون في الترغيب في الزهد وما يتصل بذلك
  ٨٠٨ - وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني | إملاء، قال: حدثنا علي بن محمد بن أَبَان، قال: أخبرنا عبدالله بن محمد الرُّوياني(١)، قال: حدثنا محمد بن سليمان الجرجاني، عن عمرو بن المختار، عن أبي إسماعيل العَتَكي(٢)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي $ قال:
  سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ؛ أَخْبِرْنِي عَنِ الزُّهْدِ مَا هُوَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: «يَا عَلِيُّ؛ مَثِّلِ الْآخِرَةَ فِي قَلْبِكَ، وَالْمَوْتَ نُصْبَ عَيْنَيْكَ، وَكُنْ مِنَ اللهِ ø عَلَى وَجَلٍ، وَأَدِّ فَرَائِضَ اللهِ ø، وَاكْفُفْ عَنْ مَحَارِمِهِ، وَنَابِذْ هَوَاكَ، وَاعْتَزِلِ الشَّكَّ وَالشُّبْهَةَ وَالطَّمَعَ وَالْحِرْصَ، وَاسْتَعْمِلِ التَّوَاضُعَ وَالنَّصَفَةَ وَحُسْنَ الْخُلُقِ وَلِينَ الْكَلَامِ، وَاقْنَعْ بِقَبُولِ الْحَقِّ مِنْ حَيْثُ وَرَدَ عَلَيْكَ، وَاجْتَنِبِ الْكِبْرَ، وَالْبُخْلَ وَالْعُجْبَ وَالرِّيَاءَ وَمِشْيَةَ الْخُيَلَاءِ، وَلَا تَسْتَصْغِرَنَّ نِعَمَ اللهِ وَإِنْ قَلَّتْ، وَجَاوِرْهَا بِالشُّكْرِ، وَاذْكُرِ اللهَ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَاحْمَدْهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَصِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَلْيَكُنْ صَمْتُكَ فِكْرًا، وَكَلَامُكَ ذِكْرًا، وَنَظَرُكَ اعْتِبَارًا، وَتَحَبَّبْ مَا اسْتَطَعْتَ، وَعَاشِرِ النَّاسَ بِالْحُسْنَى، وَاصْبِرْ عَلَى النَّازِلَةِ، وَاسْتَهِنْ بِالْمُصِيبَةِ، وَأَعْمِلِ الْفِكْرَةَ فِي الْمَقَادِيرِ، وَاجْعَلْ شَوْقَكَ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَا تَأْخُذْكَ فِي اللهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَخُذْ مِنَ الْحَلَالِ مَا شِئْتَ إِذَا أَمْكَنَكَ، وَجَانِبِ الْجَمْعَ وَالطَّمَعَ، وَاعْتَصِمْ بِالْإِخْلَاصِ وَالتَّوَكُّلِ، وَابْنِ عَلَى أُسُسِ التَّقْوَى، وَكُنْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُمَا كَانَ، وَمَيِّزْ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْكَ بِعَقْلِكَ فَإِنَّهُ حُجَّةُ اللهِ عَلَيْكَ، وَوَدِيعَتُهُ فِيكَ، وَبُرْهَانُهُ عِنْدَكَ، فَذَلِكَ أَعْلَامُ الْهُدَى، وَمِنْهَاجُهُ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»(٣).
(١) الرُويَانِيّ بضم الراء وسكون الواو وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رويان وهي بلدة بنواحي طبرستان. الأنساب للسمعاني ٦/ ١٩٨.
(٢) الْعَتَكِيّ بفتح العين المهملة والتاء المنقوطة بنقطتين من فوق وكسر الكاف، هذه النسبة إلى العتيك، وهو بطن من الأزد. الأنساب للسمعاني ٩/ ٢٢٧.
(٣) هذا خبر من مسلسل العترة الطاهرة $ وهو من مسلسلات جعفر الصادق # عن آبائه $ وله شواهد وأطراف كثيرة فكل ما في الخبر قد ورد عن الرسول ÷.
(*) في نسخة «ب»: «وَاقْنَعْ بِقَولِ الْحَقِّ مِنْ حَيْثُ وَرَدَ عَلَيْكَ».