الباب الرابع والأربعون في ذكر الرزق وما يتصل بذلك
  فَأَقْصِرْ فِي خُطَاكَ فَلَسْتَ تَعْدُو ... بِحِيلَتِكَ الْقَضَاءَ وَلَا الْكِتَابَا
  ٨١٥ - (حِكَايَةٌ) وَبِهِ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ #(١): [البحر الكامل]
  لَا تَعْتَبَنَّ عَلَى الْعِبَادِ فَإِنَّمَا ... يَأْتِيكَ رِزْقُكَ حِينَ يُؤْذَنُ فِيهِ
  سَبَقَ الْقَضَاءُ بِوَقْتِهِ فَكَأَنَّمَا ... يَأْتِيكَ حِينَ الْوَقْتِ أَوْ تَأْتِيهِ
  وَثِقًا(٢) بِمَوْلَاكَ اللَّطِيفِ فَإِنَّهُ ... بِالْعَبْدِ أَرْأَفُ مِنْ أَبٍ بِبَنِيهِ
  وَأَشِعْ غِنَاكَ وَكُنْ لِفَقْرِكَ صَائِنًا ... يُضْنِي حَشَاكَ وَأَنْتَ لَا تُبْدِيهِ
  فَالْحُرُّ يَكْتُمُ جَاهِدًا إِعْدَامَهُ ... فَكَأَنَّمَا عَنْ نَفْسِهِ يُخْفِيهِ
  ٨١٦ - (حِكَايَةٌ) وَبِهِ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: أَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ #(٣): [البحر السريع]
  لَوْ كَانَتِ الْأَرْزَاقُ تَجْرِي عَلَى ... مِقْدَارِ مَا يَسْتَوْجِبُ الْعَبْدُ
  لَكَانَ مَنْ يُخْدَمُ مُسْتَخْدَمًا ... وَغَابَ نَحْسٌ وَبَدَا سَعْدُ
  وَاعْتَذَرَ الدَّهْرُ إِلَى - أَهْلِهِ ... وَاتَّصَلَ السُّؤْدَدُ وَالْمَجْدُ
  لَكِنَّهَا تَجْرِي عَلَى سَمْتِهَا ... بِمَا يُرِيدُ الْوَاحِدُ الْفَرْدُ
(١) رواه أبو الحسن علي بن مهدي الطبري في نزهة الأبصار ومحاسن الآثار ص ٣٨١، والإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥٧٦، والشهيد حميد في الحدائق الوردية ١/ ١٤٦، وهو في ديوان الإمام علي # ص ١٥٢.
(٢) وقد جاء فعل الأمر هذا مؤكدا بنون التوكيد الخفيف كما في بعض النسخ «وَثِقًا».
(٣) رواه أبو الحسن علي بن مهدي الطبري في نزهة الأبصار ومحاسن الآثار ص ٣٨٣، والإمام الموفق بالله # في الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥٧٧، والشهيد حميد في الحدائق الوردية ١/ ١٤٦، وهي في ديوان الإمام علي # ص ٦١، ورواه الخطيب البغدادي في القول في علم النجوم صفحة ٢٢٧.