الباب الأول في ذكر معجزات النبي ÷ ودلائله
  بَأْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُ» فَلَمَّا رَآهُ الْجَمَلُ أَقْبَلَ يَمْشِي، وَأَصْغَى رَأْسَهُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَجَدَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ÷: «ائْتُوا جَمَلَكُمْ فَاخْطُمُوهُ» فَأَتَوْهُ فَخُطِمَ، فَقَالُوا: سَجَدَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ حِينَ رَأَىكَ، فَقَالَ: «لَا تَقُولُوا ذَلِكَ، لَا تَبْلُغُوا بِي مَا لَمْ أَبْلُغْ، فَلَعَمْرِي مَا سَجَدَ لِي وَلَكِنَّ اللهَ سَخَّرَهُ لِي»(١).
  ١٤ - وبه قال: أخبرنا(٢) أبو الحسين علي بن إسماعيل الفقيه |، قال: أخبرنا الناصر للحق أبو محمد الحسن بن علي رضوان الله عليه، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا عَبَّاد بن يعقوب(٣)، عن يحيى(٤)، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمد بن علي @، قال:
  رَايَةُ رَسُولِ اللهِ ÷ لَا تُرَدُّ(٥) وَلَمْ يَنْصِبْهَا عَلِيٌّ # إِلَّا يَوْمَ الْجَمَلِ، قَالَ: وَكَانَتِ الرِّيحُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا نَشَرَهَا انْقَلَبَتِ الرِّيحُ(٦) عَلَى أَهْلِ الْجَمَلِ، وَهِيَ رَايَةٌ سَوْدَاءُ الْجَانِبَيْنِ بَيْضَاءُ الْوَسَطِ، أَوْ بَيْضَاءُ الْجَانِبَيْنِ سَوْدَاءُ الْوَسَطِ، ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ #: أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ صُوفًا وَلَا قُطْنًا وَلَا كُتَّانًا وَلَا حَرِيرًا وَلَا إِبْرِيسَمًا(٧) وَلَا جِلْدًا، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؛ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هِيَ؟ قَالَ: هِيَ وَرَقَةٌ مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ جَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ # يَوْمَ بَدْرٍ فَأَعْطَاهَا رَسُولَ اللهِ ÷.
(١) أخرجه السيد الامام أبو العباس الحسني ¥ في المصابيح مع زيادة ص ١٣٩ ورواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة ص ٤٢٤، وأبو نعيم في دلائل النبوة عن عبدالله بن أوفى ص ٣٨٤، والطبراني في الكبير ١٨/ ٢٦٣.
(٢) جميع رجال هذا السند من الأثبات. (هامش نسخة الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).
(٣) الأسدي أبو سعيد الرواجني - بفتح المهملة والواو وكسر الجيم والنون - الكوفي، أحد رواة الشيعة، مات سنة ٢٥٠. (هامش هـ).
(٤) بن سالم. من ثقات محدِّثي الشيعة راوي المنسك عن أبي الجارود عن الباقر في أمالي أحمد بن عيسى #. من خطِّ الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٥) قال: قال رسول الله ÷: «رايتي لا ترد». هكذا في نسخة.
(٦) أي: الدائرة، وهي كناية عن الغلب والظفر.
(٧) الإِبْريسَمُ بفتح السينِ وضَمِّها: الْحَريرُ. (القاموس المحيط ص ١٠٧٩).